/ أخبرني الحرميّ قال حدّثنا الزّبير قال أخبرني عبد الملك بن عبد العزيز عن يوسف بن الماجشون قال : أنشد عمر بن أبي ربيعة قوله : < شعر > يا خليلَّي من ملام دعاني وألمّا الغداة بالأظعان لا تلوما في آل زينب إنّ ال قلب رهن بآل زينب عاني < / شعر > القصيدة . قال : فبلغ ذلك أبا وداعة السّهميّ فأنكره وغضب . وبلغ ذلك ابن أبي عتيق وقيل له : إنّ أبا وداعة قد اعترض لابن أبي ربيعة من دون زينب بنت موسى ، وقال : لا أقرّ لابن أبي ربيعة أن يذكر امرأة من بني هصيص في شعره . فقال ابن أبي عتيق : لا تلوموا أبا وداعة أن ينعظ من سمرقند على أهل عدن ! / قال الزّبير : وحدّثني عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن عبد العزيز الزّهريّ قال حدّثني عمّي عمران بن عبد العزيز قال : شبّب عمر بن أبي ربيعة بزينب بنت موسى في أبياته التي يقول فيها : < شعر > لا تلوما في آل زينب إنّ ال قلب رهن بآل زينب عاني < / شعر > فقال له ابن أبي عتيق : أمّا قلبك فقد غيّب عنّا ، وأمّا لسانك فشاهد عليك . قال عبد الرحمن بن عبد اللَّه قال عمران بن عبد العزيز : عذل ابن أبي عتيق عمر في ذكره زينب في شعره ، فقال عمر : < شعر > لا تلمني عتيق حسبي الذي بي إنّ بي يا عتيق ما قد كفاني < / شعر > لا تلمني وأنت زيّنتها لي قال : فبدره ابن أبي عتيق ، فقال : أنت مثل الشيطان للإنسان
- قال أبو الفرج : « الغناء لأبي العبيس ثقيل أوّل وفيه لرذاذ ثاني ثقيل . حدّثني أبو يعقوب إسحاق بن يعقوب النوبختي قال : حدّثني جماعة من عمومتي وأهلنا أن رذاذا صنع في هذين البيتين لحنا أعجب به الناس واستحسنوه ، فلما كثر ذلك صنع فيه أبو العبيس لحنا آخر فسقط لحن رذاذ واختار الناس لحن أبي العبيس » أه وذكر أبو الفرج في ج 12 في أخبار العتابي ونسبه هذين البيتين وذكر أن الغناء فيهما لأبي العنبس ( هكذا ) ابن حمدون ثقيل أوّل ولرذاذ خفيف ثقيل ( هكذا ) ، وذكر القصة المتقدّمة بنصها أو قريب منه . وما أشار إليه السنيور جويدي من أن أبا العبيس غنى إبراهيم بن المدبر وأن أبا العنبس أثنى على ألحان عبد اللَّه بن طاهر لا ينهض دليلا على ما زعم ؛ فقد كانا متعاصرين تقريبا . فأما عبد اللَّه بن طاهر فقد كان في عصر المأمون ، وكان المأمون كثير الاعتماد عليه حسن الالتفات إليه ، وكان واليا على الدّينور ثم ولي الشام ومصر . وكان عبد اللَّه أديبا ظريفا جيد الغناء ، نسب إليه صاحب « الأغاني » أصواتا كثيرة أحسن فيها ونقلها أهل الصنعة عنه . وله شعر مليح ورسائل ظريفة . توفي بمرو في سنة 230 ه . وأما إبراهيم بن المدبر فقد كان في عصر المتوكل ، وكان كاتبا متقدّما من وجوه كتّاب أهل العراق ومتقدّميهم وذوي الجاه والمتصرّفين في كبار الأعمال ، وكان المتوكل يقدّمه ويؤثره ويفضله . وكانت بينه وبين عريب حال مشهورة ، كان يهواها وتهواه ، ولهما في ذلك أخبار كثيرة وأشعار جيدة ذكرها صاحب « الأغاني » في أخبار عريب في ج 18 وفي أخبار ابن المدبر في ج 19 . وقد ورد هذا الاسم بهذا الاختلاف في « مسالك الأبصار » ؛ فكان يذكر باسم أبي العنبس في سرد أحاديث الغناء ، ولكنه حين أفرد بالترجمة ذكر باسم أبي العبيس . وقد يكون في هذا ترجيح لاختيار الاسم الأخير ؛ لأن الناسخ عادة يكون أكثر تنبها عند تقييد التراجم ؛ إذ كان يكتبها في سطر واحد وبلون خاص ، وليست كذلك حاله وهو يسرد الأحاديث . وقد أثبتناه في هذه الطبعة « أبا العبيس » وسننبه في كل موضع يرد فيه على اختلاف النسخ في رسمه .