فقال ابن أبي ربيعة : هكذا وربّ البيت قلته . فقال ابن أبي عتيق : إنّ شيطانك وربّ القبر [1] ربّما ألمّ بي ، فيجد عندي من عصيانه خلاف ما يجد عندك من طاعته ، فيصيب منّي وأصيب منه . أخبرني الحرميّ قال حدّثنا الزّبير قال حدّثني عبد الملك بن عبد العزيز قال حدّثني قدامة بن موسى قال : خرجت بأختي زينب إلى العمرة ، فلما كنت [2] بسرف [3] لقيني عمر بن أبي ربيعة على فرس فسلَّم عليّ . فقلت له : إلى أين أراك متوجّها يا أبا الخطَّاب ؟ فقال : / ذكرت لي امرأة من قومي برزة الجمال ، فأردت الحديث معها . فقلت : هل علمت أنها أختي ؟ فقال : لا ! واستحيا وثنى عنق فرسه راجعا إلى مكة . أخبرني محمد بن خلف بن المرزبان قال حدّثنا أحمد بن الهيثم قال حدّثنا العمريّ عن لقيط بن بكر [4] المحاربيّ / قال : أنشدني ابن أبي عتيق قول عمر : صوت < شعر > من [5] لسقيم يكتم الناس ما به لزينب نجوى صدره والوساوس أقول لمن يبغي الشّفاء متى تجيء بزينب تدرك بعض ما أنت لامس فإنّك [6] إن لم تشف من سقمي بها فإنّي من طبّ الأطبّاء آيس ولست بناس ليلة الدار مجلسا لزينب حتى يعلو الرأس رامس [7] خلاء [8] بدت قمراؤه وتكشّفت دجنّته وغاب من هو حارس وما نلت منها محرما غير أنّنا كلانا من الثوب المورّد [9] لابس < / شعر >
[1] في ت : « البشر » . ومن عادة أهل المدينة القسم بالقبر وصاحب القبر . يريدون قبر النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلَّم . [2] في الأصول : « فلما كانت » . [3] سرف ككتف : موضع على عشرة أميال من مكة قرب التنعيم وبه تزوّج رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلَّم ميمونة بنت الحارث الهلالية رضي اللَّه عنها سنة تسع من الهجرة في عمرة القضاء وهناك بنى بها وهناك توفيت وهو مصروف ، وبعضهم ترك صرفه ، جعله اسما للبقعة . ( ياقوت « وشرح القاموس » ) . [4] كذا في ت . وفي سائر النسخ : « بكير » وهو تحريف ؛ إذ هو أبو هلال لقيط بن بكر المحاربيّ الكوفيّ ، كان من الرواة للعلم المصنفين للكتب عاش إلى سنة 190 ه ( انظر « فهرست ابن النديم » طبع مدينة ليبزج سنة 1872 ص 94 ) . [5] كذا في « الديوان » ، ت . وفي سائر الأصول : « ومن لسقيم » بالواو . وقد دخل عليه الخرم وهو حذف الفاء من فعولن ؛ والخرم جائز في مطلع القصيدة . [6] في « ديوانه » : < شعر > فإنك إلَّا تأت يوما بزينب < / شعر > [7] الرامس : الدافن في الرّمس وهو القبر . [8] كذا في « ديوانه » . وفي الأصول كلها : « فلما بدت » . [9] في ت ، أ ، م ، ء : « والثوب المطارف » . والمطارف . جمع مطرف بالضم والكسر ، وهو رداء . من خز مربع ذو أعلام . قال الفرّاء : وأصله الضم لأنه في المعنى مأخوذ من أطرف أي جعل في طرفيه العلمان ، ولكنهم استثقلوا الضمة فكسروه . والمورّد : الذي صبغ على لون الورد .