نام کتاب : الإسلام يتحدى نویسنده : وحيد الدين خان جلد : 1 صفحه : 42
لاختيار احدى نظريتي بطليموس وكوبرنيك : كانت الأولى تزعم ان الأرض هي مركز النظام الشمسي . على حين أكدت الثانية ان النظام الشمسي هو مركز الأرض . وكانت نظرية بطليموس غاية في التعقيد حتى رفضها العلماء [1] ولا بأس من الاعتراف بان هذه الأدلة لن تقنع بعض الناس . فان أبواب عقولهم المادية موصدة دون أي كلام مهما يكن علميا عن الاله أو الدين . ومن المؤكد ان موقفهم هذا ليس لان استدلالنا ضعيف ، وانما هو راجع إلى تعصبهم المقيت ضد الأفكار الدينية ، ولقد صدق عالم بريطانيا العظيم سير جيمس جينز الذي يعتبر ولا شك أعظم علماء العصر الحديث حيث قال في كتابه الشهير ( عالم الاسرار ) . ان في عقولنا الجديدة تعصبا يرجح التفسير المادي للحقائق [2] وذكر ( ويتكر شامبرز ) في كتابه ( الشهادة ) Witness حادثا كان من الممكن ان يصبح نقطة تحول في حياته . ذكر أنه بينما كان ينظر إلى ابنته الصغيرة استلفتت أذناها نظره . فاخذ يفكر في أنه من المستحيل ان يوجد شئ معقد ودقيق ، كهذه الاذن ، بمحض اتفاق ، بل لابد انه وجد نتيجة إرادة مدبرة . لكن ( ويتكر شامبرز ) طرد هذه الوسوسة عن قلبه ، حتى لا يضطر ان يؤمن منطقيا بالذات التي أرادت فدبرت ، لان ذهنه لم يكن على استعداد لتقبل هذه الفكرة الأخيرة . ويقول الأستاذ الدكتور ( تامس ديودباركس ) بعد أن يذكر هذا الحادث : انني اعرف عددا كبيرا من أساتذتي في الجامعة . ومن رفقائي العلماء الذين تعرضوا مرارا لمثل هذه المشاعر . وهم يقومون بعمليات كيماوية وطبيعية في المعامل [3] لقد اجمع علماء هذا العصر على صدق نظرية النشوء والارتقاء . . وقد بدأت هذه النظرية تسود فعلا جميع فروع العلوم الحديثة . فكل مشكلة تحتاج إليها في تفسيرها توضع مكانه هذه النظرية بغير تردد . هذا جانب من النظرية ، واما الجانب الثاني وهو الجانب المظلم منها الذي يقرر ( فكرة التطور العضوي ) Organic Evolution الذي استنبطت منه فكرة الارتقاء . فقد بقي إلى يوم الناس هذا بلا براهين ، وبلا أدلة علمية ! حتى قال كثير من العلماء : انهم لا يؤمنون بهذه النظرية . ، الا لأنه لا يوجد أي بديل لها سوى الايمان بالله مباشرة .