نام کتاب : الإسلام يتحدى نویسنده : وحيد الدين خان جلد : 1 صفحه : 29
والأساس الثالث : لقضية معارضي الدين هو : ( التاريخ ) . يقولون : ان القضايا الدينية وجدت لأسباب تاريخية أحاطت بالإنسان ، فلم يكن في استطاعته ان يفلت من السهول والأعاصير والطوفانات والزلازل والأمراض ، فأوجد ( قوى فرضية ) يستغيثها ، لتنقذه من البلايا النازلة . وهكذا ظهرت الحاجة إلى شئ يجتمع الناس حوله ، ولا يتفرقون ، فاستغل اسم ( الاله ) الذي تفوق قوته قوة الانسان ، ويهرع الجميع إلى رضاه ) . يقول محرر دائرة معارف العلوم الاجتماعية تحت اسم الدين وبجانب المؤثرات الأخرى التي ساعدت في خلق الدين ، فان اسهام الأحوال السياسية والمدنية عظيم جدا في هذا المجال . ، ان الأسماء الإلهية وصفاتها خرجت من الأحوال التي كانت تسود على ظهر الأرض . فعقيدة كون الإله الملك الأكبر صورة أخرى للملكية الانسانية ، كذلك الملكية السماوية صورة طبق الأصل للملكية الأرضية . وكان الملك الأرضي القاضي الأكبر ، فأصبح الاله يحمل هذه الصفات ، ولقب بالقاضي الأكبر الأخير ، الذي يجازي الانسان على الخير والشر من اعماله . وهذه العقيدة القضائية التي تؤمن بكون الاله محاسبا ومجازيا لا توجد في اليهودية فحسب ، وانما لها مقامها الأساسي في العقائد الدينية . المسيحية والاسلامية [1] . * * * لقد خلق العقل الانساني الدين ، وتم خلقه ، في حالة جهل الانسان وعجزه عن مواجهة القوى الخارجية . ويضيف جوليان هكسلي إلى هذا قوله : فالدين نتيجة لتعامل خاص بين الانسان وبيئته [2] . ويقول أيضا : ان هذه البيئة قد فات أوانها أو كاد . وقد كانت هي المسؤولة عن هذا التعامل ، فاما بعد فنائها وانتهاء التعامل معها فلا داعي للدين ، ويضيف لقد انتهت العقيدة الإلهية إلى آخر نقطة تفيدنا وهي لا تستطيع ان تقبل الآن أية تطورات : لقد اخترع الانسان قوة ما وراء الطبيعة لتحمل عبء الدين ، جاء بالسحر ، ثم بالعمليات الروحية . ، ثم بالعقيدة الإلهية ، حتى اخترع فكرة ( الاله الواحد ) . وقد وصل الدين بهذه التطورات إلى آخر مراحل حياته . ، ولا شك ان هذه العقائد كانت في وقت ما جزءا مفيدا من حضارتنا ، بيد ان هذه الاجزاء قد فقدت اليوم ضرورتها ، ومدى افادتها للمجتمع الحاضر المتطور [3] . * * *
[1] Encyclopaedia of Social Sciences , 1957 , Vol . 13 , p . 233 .