نام کتاب : الإسلام يتحدى نویسنده : وحيد الدين خان جلد : 1 صفحه : 28
والأساس الثاني : وقد ازداد العلماء يقينا بعد البحوث العلمية في ميدان علم النفس ، حين توصلوا إلى نتائج تثبت ان الدين نتاج اللاشعور الانساني ، وليس انكشافا لواقع خارجي . ويقول عالم كبير من علماء النفس : God is nothing but a projdction of man on a Cosmic screen ليس الاله سوى انعكاس للشخصية الانسانية على شاشة الكون . وما عقيدة الدنيا والآخرة الا صورة مثالية للأماني الانسانية ، وما الوحي والالهام الا إظهار غير عادي لأساطير الأطفال المكبوتة ( Childhood Repression ) [1] . * * * ويرى علم النفسي الحديث ان العقل الانساني مركب من شيئين هما : ( الشعور ) ، وهو مركز الأفكار التي تخطر على قلوبنا في ظروف عادية ، و ( اللاشعور ) وهو مخزن الأفكار التي مرت بنا ونسيناها ، ولا تظهر الا في أحوال غير عادية ، كالجنون والهستيريا . وهذا القسم الثاني أكبر بكثير من الأول . ويمكن ان نمثل لهما بجبل من الجليد ، فلو قسمناه تسعة اجزاء لكان منها ثمانية في جوف البحر ، ولظهر جزء واحد على السطح . اكتشف فرويد بعد جهد طويل ان اللاشعور قد يقبل أفكارا في الطفولة ، وتؤدي إلى اعمال غير عقلية ، وهذا ما يحدث بالنسبة إلى العقائد الدينية : فان فكرة الجحيم والجنة ترجع إلى صدى الأماني التي تنشأ لدى الانسان ابان طفولته ، ولكن لم تسنح له الفرصة لتحقيقها ، فتبقى دفينة في اللا شعور ، ثم يفرض اللاشعور بدوره حياة أخرى يتيسر له فيها تحصيل ما كان يتمناه ، شان الرجل الذي قد لا يظفر بما يحب في الواقع فيحصله في المنام . وهكذا خرجت عقدة التفرقة بين الصغير والكبير ( Father complex ) ؟ من الجرائم الاجتماعية ، فصاغوا منها نظرية على مستوى الكون والسماء . ويقول رالف لنتون : ان عقيدة القادر المطلق الظالم في نهاية الامر ، الذي لا يرضى الا بالطاعة الكاملة والوفاء ، كانت أول ما أنتجه نظام المجتمع السامي . لقد خلق هذا النظام جبروتا غير عادي . وكانت نتيجته ان شريعة موسى خرجت بقوائم ضخمة مفصلة عن المحرمات في كل مجال من الحياة الانسانية . وقد آمن بهذه القوائم الطويلة العوام الذين كانوا يتقبلون احكام آبائهم العمياء ويطيعونها . وما التصور الإلهي ( اليهودي ) الا خيال مثالي لأب سامي ، مع شئ من المبالغة والتجريد في الأوصاف والطاقات [2]