نام کتاب : أخبار الزمان نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 262
معه . ويرد إلى قصر الملك ، ويجلس على سرير العزيز ، فكان ذلك واستخلفه الملك مكانه وسماه العزيز . وقال قوم كان العزيز قد هلك ، فتزوج يوسف عليه السلام امرأته ، فلما خلا بها قال لها هذا أفضل مما كنت أردت ؟ فقالت له إن زوجي كان عنينا ولم ترك امرأة في حسنك وهيبتك إلا صبا قلبها إليك . فأقام يوسف عليه السلام يدبر ملك مصر كيف شاء ، وجاءت سني الخصب فأخذ يوسف غلاتها فخزن أكثرها في سنابلها ، واشترى الغلات الجسيمة ، وأكثر غلات الناس ، وخزن من ذلك ما لا يحصر قدره . ثم جاءت سني الجدب وبدأ النيل في النقصان ، فكان ينقص في كل سنة أكثر من نقصانه في السنة التي قبلها ، فغلا السعر حتى بيع المأكول بالجوهر والمال والثياب والآنية والعقار . وكاد أهل مصر أن يرحلوا عنها لولا تدبير يوسف عليه السلام ، وقحط أهل الشام ، فكان من قصة إخوة يوسف ما قصه الله تعالى في كتابه . ووجه يوسف إلى أبيه فحمله إلى مصر وجميع أهله ، وخرج في وجوه أهل مصر ، فتلقاه وأدخله على الملك ، فأحبه الملك وعظمه . فقال له يا شيخ كم سنك ، وما صناعتك ، وما الذي تعبده ؟ فقال له أما سني فعشرون ومائة سنة ، وأما صناعتي فلنا غنم نرعاها فنحن ننتفع بها ونعيش منها ، وأما الذي أعبده فرب العالمين ، وهو رب آبائي وآبائك وإلهي وإلهك وإله كل مخلوق وخالق كل شئ . وكان في مجلس الملك كاهن عظيم القدر عندهم ، يقال له فيناس ، فلما سمع قول يعقوب عليه السلام ضاق به ذرعا ، وقال لنهراوس بلغتهم إنه يجري خراب مصر على يد ولد هذا فقال له نهراوس ، فبين لنا خبره . قال فيناس ليعقوب عليه السلام إن كل إله لا تراه العيون فليس بشئ ، فغضب يعقوب عليه السلام ، وقال كذبت أي عدو الله ، وطغيت في هذه الدنيا ، إن الله تعالى شئ وليس كالأشياء ، وهو خالق كل شئ لا إله غيره .
262
نام کتاب : أخبار الزمان نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 262