نام کتاب : أخبار الزمان نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 263
قال فصفه لنا ، قال إنما يوصف المخلوق لا الخالق عز وجل ، لأنه ارتفع عن الصفات ، فهو واحد قديم أول أزلي قاض بكل شئ مدبر لكل شئ بلا كيف هو ، حاضر في كل مكان لم يعزب عن علمه مثقال ذرة في ظلمات البحر ، ولا أعماق الأرض ، ولا في اطباق السماوات وهو يرى ولا تراه العيون ولا يحيط به فكر ولا يحويه مكان ، وكان قبل المكان والزمان ، وخلق المكان والزمان . ثم قام يعقوب صلى الله عليه وسلم مغضبا ليخرج ، فأجلسه الملك وامر فيناس ان يكف عنه ، ويأخذ في غير ذلك ، قال كم عدة من دخل معك من الرجال ؟ قال ستون رجلا . قال فيناس للملك كذلك نجد في كتبنا أن خراب مصر يجري على يد قوم يدخلون مصر في هذا العدد من الشأم من صنف هؤلاء . قال الملك أيكون ذلك في أيامنا ؟ قال لا ولكن إلى أمد بعيد ، ولكن الصواب أن يقتله الملك ولا يستبقي من ذريته أحدا . قال الملك نهراوس إن كان الامر كما تقول فلا يمكننا دفعه ولا علينا منه ضرورة إذا لم نخف أن يجري ذلك في مدتنا أن نقتل هؤلاء القوم ، وهم يذكرون أمر إله عظيم . وغيرنا ممن يخاف أن يدور ذلك عليه أحق بالنظر فيه ، وقد قبل قلبي قول هذا الرجل ، وأعجبني امره ، وهو شيخ جليل القدر ، وليس إلى إذايته سبيل ، فخاطبه بألين كلام وناظره إن شاء مناظرتك . فجرت بين يعقوب عليه السلام وبين فيناس بعد ذلك مخاطبات لين له فيها القول ، وظهر فيها يعقوب عليه السلام [ عليه ] . وأحب يعقوب أن يعرف خبر مصر ومدائنها وعجائبها وسحرها وطلسماتها ، فسأل عن قليل ذلك وكثيره فيناس عند خلوته به . واستحلفه بحق فرعون أن لا يكتمه شيئا منه ، فوصف له ذلك كله وبينه وشرح غرائبه ، حتى لم يخف عن يعقوب عليه السلام شيئا منها .
263
نام کتاب : أخبار الزمان نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 263