نام کتاب : أخبار الزمان نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 226
الطيب والنارجيل والفواكه التي لا تكون إلا عندهم ، فأذعنوا إليه بالطاعة وحملوا إليه أموالا وهدايا فقبلها وسار عنهم . وجعل يتنقل في تلك الجزائر عدة سنين ، يقال إنه غاب عن مصر في سفره سبع عشرة سنة . ورجع إلى مصر غانما موقورا فوجد أمه قد هلكت ، وكان أهل مصر قد أيسوا منه ، فورد على الناس من رجوعه أمر عظيم من الفرج ، وكان معهم على حالهم من السلامة والوقور والظهور . ووجد ابنه كلكلن على ما تركه من الملك فسر بذلك وهابته الملوك ، وعظم قدره في أعين الناس ، ثم بنى عدة هياكل وزينها وحلاها ، وأقام فيها أصناما للكواكب ، لأنه زعم أنها هي التي أيدته في سفره حتى ظفر وغنم ونجا ، وقد كان حمل معه من الهند طبيبا وحكيما ، وحملا مع أنفسهما كتبهما وعزائمهما ، فأظهرا بمصر عجائب مشهورة . وحمل معه من بلاد الهند صنما من ذهب مقرطا بالجوهر ، ونصبه في بعض الهياكل التي أقامها . وكان حكيم الهند هو الذي يقوم عليه ويخدمه ويقرب له ، فكان يخبرهم بكل ما يريدونه . وأن أخريتا الملك أقام بعد منصرفه من الهند مدة ، ثم غزا نواحي الشام فأدى إليه أهلها الطاعة ، ثم رجع إلى مصر وغزا نواحي النوبة والسودان فصالحوه على هياكلهم بأتاوة أدوها إليه فتركهم ورجع إلى مصر . وملكهم خمسا وسبعين سنة ، وعمل لنفسه في صحراء الغرب ناووسا ، وأمر أن يدفن فيه إذا مات ، ثم سار إلى رفودة وعمل فيها مصانع وعجائب ، وأقام بها إلى أن مات ، وابنه على المملكة بمنف . ولما مات ضمد جسمه بالمومياء والكافور والمر وجعل في تابوت من ذهب وحمل إلى ناووسه ودفن معه مال كثير وجوهر نفيس وتماثيل كثيرة وسلاح عجيبة وعقاقير وكتب خطية .
226
نام کتاب : أخبار الزمان نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 226