نام کتاب : أخبار الزمان نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 225
وكان لينا سهلا حسن الخلق فلما مات أبوه رجع عما كان عليه من التوحيد وصار على دينهم . وكان سبب رجوعه إلى عبادة الأصنام أن أمه كانت بنت كبير من الكهان ففتنته بعد موت أبيه إلى دينها وغلبته على رأيها ، فأمرت بتجديد الهياكل وشددت في عبادة الأصنام . وتزوج الملك امرأة من بني عمه ، فأحبها حبا شديدا فها بها فأفسدته على جميع نسائه ، فاشتد ذلك على أمه وكانت له قهرمانة من أهل أسيوط ساحرة لا تطاق ، وكانت تميل إلى هذه المرأة لأنها كانت تعشق أخاها ، فزادت في سحرها لتلك المرأة وأوحشت ما بين الملك وأمه حتى رفضها ، واستخف بها ، وزادت في القصة حتى حلف انه لا يجاورها ، وان يغزو ويتصرف ولا يرجع إلى مصر حتى يتصل به ( خبر ) موتها ، ففعل ذلك وغزا بلاد الهند وارض السودان . وكان سبب خروجه إلى أرض الهند ( أن ) ملكا من ملوكها يقال له ميسور خرج في عدد كثير في البر وسايرته مراكبه في البحر ففتح بلدانا وجزائر ، وأكثر القتل والسبي ، وذكرت له مصر فقصدها ثم اعتل فرجع من طريقه . فأمر أخريتا الملك فعمل مائة سفينة في صور المصريات ، واستعد وخرج في ثلاثمائة سفينة وحمل المرأة معه ، وحمل وجوه أصحابه . واستخلف على مصر ابنه كلكلن وكان صبيا ، وحمل معه وزيرا له يقال له لاون ، وكاهنا يقال له وسموس ، وخرج فمر على ساحل البحر وعاثت مراكبه فيها ، فكان لا يدخل بلدا إلا أقام فيها صنما وزير عليه اسمه وسيرته ووقته . وبلع سرنديب فأوقع بأهلها ، وغنم منها أموالا وجواهر كثيرة وحمل منها حكيما لهم بارعا ، وبلغ جزيرة بين الهند والصين ووجد فيها قوما طوالا سمرا يجرون شعورهم ، ورأى عندهم اللعاب والطيور التي لا تعرف وشجرة
225
نام کتاب : أخبار الزمان نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 225