نام کتاب : أخبار الزمان نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 224
مغلقا فدخلت بيتي وأوقدت سراجا بنار كانت عندي ، ثم مشيت على جميع من في الدار رجالا ونساء صغارا وكبارا ، فلم أجد أحدا منهم حيا فأقمت في نهاية من الرعب ابتهل إلى الله عز وجل وأدعو ، فلما أصبحت أقمت حتى طلعت الشمس و [ بدا ] النهار ، فلم أسمع صوتا ولا حركة ، فخرجت فوجدت المدينة على ما وجدها أصحاب الملك . وكان هذا الرجل عاقلا مجربا فاتخذه الملك صاحبا ووزيرا وأنيسا ، ولم يزل مماليك الملك على التوحيد لله تعالى والايمان به ، وهو يسايس أهل بلاده ويداريهم عما في نفسه خوفا من اضطراب ملكه عليه . وأمر فبني له ناووس ، وأمر أن يدفن فيه إذا مات وحده ولا يدفن معه أحد من أهله ، وأمر أن لا يدفن معه ذهب ولا فضة ولا تمثال ، وكتب بخطه صحيفة " هذا ناووس مماليك الملك ، ملك مصر وأعمالها ، مات وهو يؤمن بالله لا يعبد معه غيره ، ومتبرئ من الأصنام وعبادتها ، ومؤمن بالبعث والحساب والمجازاة على الأعمال عاش بكذا وكذا ، فمن أحب النجاة من عباد الله ، فليدن بما دان به " ، وقد كان دفن بموضع آخر كنوزا كثيرة وزبر عليها انه لا يخرجها إلا أمة النبي المبعوث في آخر الزمان يعني محمدا [ عليه الصلاة والسلام ] ودفع الصحيفة التي كتبه إلى الآمر بعده وأمره بسترها والاحتفاظ بها فإذا هو مات زبر ما فيها على ناووسه . وكان طول حياته يقصد ناووسه يتعبد فيه مستترا عن جميع العالم ولما أيقن بالموت دعا ابنه فأسر إليه التوحيد وأعلمه انه دينه ، ولم ير منه إلا الخير وأمره أن يدين به ونهاه عن عبادة الأصنام ، فدان بذلك مدة حياة أبيه ، ومات فدفنه ابنه في ناووسه وزبر عليه ما في الصحيفة . فلما فرغ من أمره جلس على سرير الملك ابنه اخريتا الملك ، وتقلد الامر
224
نام کتاب : أخبار الزمان نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 224