responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي    جلد : 1  صفحه : 124


فيما يأمره به ، ويدعوه إليه ، كما روي ان ابا طالب فقد النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يوما ، وكان يخاف عليه من قريش ان يغتالوه ، فخرج ومعه ابنه جعفر يطلبان النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فوجده قائما في بعض شعاب مكة يصلي ، وعلي ( عليه السلام ) عن يمينه ، فلما رآهما أبو طالب ، قال لجعفر : تقدم وصل جناح ابن عمك ، فقام جعفر عن يسار محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فلما صاروا ثلاثة تقدم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وتأخر الاخوان ، فبكى أبو طالب وقال :
ان عليا وجعفرا ثقتي * عند ملم الخطوب والنوب لا تخذلا وانصرا ابن عمكما * أخي لأمي من بينهم وأبي والله لا اخذل النبي ولا * يخذله من بني ذو حسب فتذكر الرواة ان جعفرا أسلم منذ ذلك اليوم ، لان أباه امره بذلك وأطاع امره ، وأبو بكر لم يقدر على ادخال ابنه عبد الرحمن في الاسلام ، حتى أقام بمكة على كفره ثلاث عشرة سنة وخرج يوم أحد في عسكر المشركين ينادي : انا عبد الرحمن بن عتيق ، هل من مبارز ؟ ثم مكث بعد ذلك على كفره ، حتى أسلم عام الفتح ، وهو اليوم الذي دخلت فيه قريش في الاسلام طوعا وكرها ، ولم يجد أحد منها إلى ترك ذلك سبيلا ! وأين كان رفق أبي بكر وحسن احتجاجه عند أبيه أبي قحافة وهما في دار واحدة ! هلا رفق به ودعاه إلى الاسلام فأسلم ! وقد علمتم انه بقي على الكفر إلى يوم الفتح ، فاحضره ابنه عند النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهو شيخ كبير رأسه كالثغامة [1] ، فنفر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) منه ، وقال : غيروا هذا ، فخضبوه ، ثم جاءوا به مرة أخرى ، فأسلم . وكان أبو قحافة فقيرا مدقعا ، سئ الحال ، وأبو بكر عندهم كان مثريا فائض المال ، فلم يمكنه استمالته إلى الاسلام بالنفقة والاحسان ، وقد كانت امرأة أبي بكر أم عبد الله ابنه - واسمها تملة بنت عبد العزى بن أسعد بن عبد ود العامرية - لم تسلم ، وأقامت على شركها بمكة وهاجر أبو بكر وهي كافرة . فلما



[1] الثغامة : كسحاب : ضرب من النبات أبيض .

124

نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي    جلد : 1  صفحه : 124
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست