نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي جلد : 1 صفحه : 123
السير ، وكان آخر ما لقي هو وأهله في امر الغار ، وقد طلبته قريش وجعلت فيه مائة بعير ، كما جعلت في النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فلقي أبو جهل أسماء بنت أبي بكر ، فسألها فكتمته فلطمها حتى رمت قرطا كان في اذنها [1] . قال شيخنا أبو جعفر ( رحمه الله ) : هذا الكلام وهجر السكران سواء في تقارب المخرج واضطراب المعنى ، وذلك أن قريشا لم تقدر على اذى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وأبو طالب حي يمنعه ، فلما مات طلبته لتقتله فخرج تارة إلى بني عامر ، وتارة إلى ثقيف ، وتارة إلى بني شيبان ولم يكن يتجاسر على المقام بمكة إلا مستترا ، حتى أجاره مطعم بن عدي ، ثم خرج إلى المدينة ، فبذلت فيه مائة بعير لشدة حنقها عليه حين فاتها ، فلم تقدر عليه ، فما بالها بذلت في أبي بكر مائة بعير أخرى ، وقد كان رد الجوار ، وبقي بينهم فردا لا ناصر له ولا دافع عنده ، يصنعون به ما يريدون ! اما ان يكون أجهل البرية كلها أو يكون العثمانية أكذب جيل في الأرض وأوقحه وجها ! فهذا مما لم يذكر في سيرة ولا روي في أثر ، ولا سمع به بشر ، ولا سبق الجاحظ به أحد ! قال الجاحظ : ثم الذي كان من دعائه إلى الاسلام وحسن احتجاجه ، حتى أسلم على يديه طلحة والزبير وسعد وعثمان وعبد الرحمن ، لأنه ساعة أسلم دعا إلى الله ورسوله [2] . قال شيخنا أبو جعفر ( رحمه الله ) : ما أعجب هذا القول ، إذ تدعي العثمانية لأبي بكر الرفق في الدعاء وحسن الاحتجاج وقد أسلم ومعه في منزله ابنه عبد الرحمن ، فما قدر ان يدخله في الاسلام طوعا برفقه ولطف احتجاجه ، ولا كرها بقطع النفقة عنه وادخال المكروه عليه ، ولا كان لأبي بكر عند ابنه عبد الرحمن من القدر ما يطيعه
[1] العثمانية 29 ، مع تصرف واختصار . [2] العثمانية : 31 مع تصرف واختصار .
123
نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي جلد : 1 صفحه : 123