نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي جلد : 1 صفحه : 116
كان امر به ، وتقدم فيه فيتركه ويعمل بما شاروا به ، كما جرى يوم الخندق في مصانعته الأحزاب بثلث تمر المدينة ، فإنهم أشاروا عليه بترك ذلك ، فتركه وهذه كانت قاعدته معهم ، وعادته بينهم ، وقد كان لعلي ( عليه السلام ) ان يعتل بعلة ، وان يقف ويقول : يا رسول الله ، أكون معك أحميك من العدو ، وأذب بسيفي عنك ، فلست مستغنيا في خروجك عن مثلي ، ونجعل عبدا من عبيدنا في فراشك ، قائما مقامك يتوهم القوم - برؤيته نائما في بردك - انك لم تخرج ، ولم تفارق مركزك ، فلم يقل ذلك ، ولا تحبس ولا توقف ، ولا تلعثم ، وذلك لعلم كل واحد منهما عليهما الصلاة والسلام ان أحدا لا يصبر على ثقل هذه المحنة ، ولا يتورط هذه الهلكة ، إلا من خصه الله تعالى بالصبر على مشقتها ، والفوز بفضيلتها ، وله من جنس ذلك أفعال كثيرة ، كيوم دعا عمرو بن عبد ود المسلمين إلى المبارزة ، فأحجم الناس كلهم عنه ، لما علموا من بأسه وشدته ، ثم كرر النداء ، فقام علي ( عليه السلام ) ، فقال : انا أبرز إليه ، فلما خرج قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " برز الإيمان كله إلى الشرك كله " ، وكيوم أحد حيث حمى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من أبطال قريش وهم يقصدون قتله ، فقتلهم دونه حتى قال جبرئيل ( عليه السلام ) : " يا محمد ان هذه هي المواساة " فقال : " إنه مني وأنا منه " فقال جبرئيل : " وانا منكما " . ولو عددنا أيامه ومقاماته التي شرى فيها نفسه لله تعالى لأطلنا وأسهبنا . قال الجاحظ : فان احتج محتج على علي ( عليه السلام ) بالمبيت على الفراش ، فبين الغار والفراش ، فرق واضح لان الغار وصحبة أبي بكر للنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قد نطق به القرآن فصار كالصلاة والزكاة وغيرهما ، مما نطق به الكتاب ، وأمر علي ( عليه السلام ) ونومه على الفراش ، وان كان ثابتا صحيحا ، إلا أنه لم يذكر في القرآن ، وانما جاء مجئ الروايات والسير وهذا لا يوازن هذا ولا يكايله [1] .