نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي جلد : 1 صفحه : 115
منها انه وان كان عنده في موضع الثقة فإنه غير مأمون عليه إلا بضبط السر فيفسد التدبير بإفشائه تلك الليلة إلى من يلقيه إلى الأعداء . ومنها انه كان ضابطا للسر وثقة عند من اختاره ، فغير مأمون عليه الجبن عند مفاجأة المكروه ، ومباشرة الأهوال ، فيفر من الفراش فيفطن لموضع الحيلة ، ويطلب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فيظفر به . ومنها انه وان كان ثقة ضابطا للسر ، شجاعا نجدا ، فلعله غير محتمل للمبيت على الفراش ، لان هذا امر خارج عن الشجاعة ان كان قد قامه مقام المكتوف الممنوع ، بل هو أشد مشقة من المكتوف الممنوع ، لان المكتوف الممنوع ، يعلم من نفسه انه لا سبيل له إلى الهرب ، وهذا يجد السبيل إلى الهرب وإلى الدفع عن نفسه ، ولا يهرب ولا يدافع . ومنها انه وان كان ثقة عنده ، ضابطا للسر شجاعا محتملا للمبيت على الفراش ، فإنه غير مأمون ان يذهب صبره عند العقوبة الواقعة ، والعذاب النازل بساحته ، حتى يبوح بما عنده ، ويصير إلى الاقرار بما يعلمه ، وهو انه اخذ طريق كذا فيطلب فيؤخذ فلهذا قال علماء المسلمين : ان فضيلة علي ( عليه السلام ) تلك الليلة لا نعلم أحدا من البشر قال مثلها ، إلا ما كان من إسماعيل وإبراهيم عند استسلامه للذبح ، ولولا ان الأنبياء لا يفضلهم غيرهم لقلنا : ان محنة علي أعظم ، لأنه قد روي ان إسماعيل قد تلكأ لما امره ان يضطجع ، وبكى على نفسه ، وقد كان أبوه يعلم ان عنده في ذلك وقفة ، ولذلك قال له : ( فانظر ماذا ترى ) [1] . وحال علي ( عليه السلام ) بخلاف ذلك ، لأنه ما تلكأ ولا تتعتع ولا تغير لونه ولا اضطربت أعضاؤه ، ولقد ان أصحاب النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يشيرون عليه بالرأي المخالف لما