responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي    جلد : 1  صفحه : 113


أرسلت لهؤلاء بالذبح ، وان الله تعالى سيغنمنا أموالهم ، ويملكنا ديارهم ، فالقول في الموضعين متساو ومتفق .
قال الجاحظ : وان بين المحنة في الدهر الذي صار فيه أصحاب النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مقرنين لأهل مكة ومشركي قريش ، ومعهم أهل يثرب أصحاب النخيل ، والآطام والشجاعة والصبر والمواساة والايثار والمحاماة والعدد الدثر ، والفعل الجزل ، وبين الدهر الذي كانوا فيه بمكة يفتنون ويشتمون ويضربون ، ويشردون ، ويجوعون ويعطشون مقهورين لا حراك بهم ، وأذلاء ، لا عز لهم ، وفقراء لا مال عندهم ، ومستخفين لا يمكنهم إظهار دعوتهم لفرقا واضحا ، ولقد كانوا في حال أحوجت لوطا وهو نبي إلى أن قال : ( لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد ) [1] ، وقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " عجبت من أخي لوط ، كيف قال : أو آوي إلى ركن شديد ، وهو يأوى إلى الله تعالى " ثم لم يكن ذلك يوما ولا يومين ولا شهرا ولا شهرين ، ولا عاما ولا عامين ، ولكن السنين بعد السنين . وكان أغلظ القوم وأشدهم محنة بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أبو بكر ، لأنه أقام بمكة ما أقام رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ثلاث عشرة سنة ، وهو أوسط ما قالوا في مقام النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) [2] قال شيخنا أبو جعفر ( رحمه الله ) : ما نرى الجاحظ احتج لكون أبي بكر أغلظهم وأشدهم محنة ، إلا بقوله : لأنه أقام بمكة مدة مقام الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بها ، وهذه الحجة لا تخص أبا بكر وحده لأن عليا ( عليه السلام ) أقام معه هذه المدة ، وكذلك طلحة وزيد ، وعبد الرحمن وبلال وخباب وغيرهم وقد كان الواجب عليه ان يخص أبا بكر وحده بحجة تدل على أنه كان أغلظ الجماعة وأشدهم محنة بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فالاحتجاج في نفسه فاسد .
ثم يقال له : ما بالك اهملت امر مبيت علي ( عليه السلام ) على الفراش بمكة ليلة



[1] سورة هود ، الآية 80 .
[2] العثمانية : 41 .

113

نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي    جلد : 1  صفحه : 113
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست