responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي    جلد : 1  صفحه : 112


ما يريد ، ويجلس مع من يحب ، مخلى سر به طيبة نفسه ، ساكنا قلبه ، وعلي يقاسي الغمرات ، ويكابد الأهوال ويجوع ويظمأ ويتوقع القتل صباحا ومساء ، لأنه كان هو المتوصل المحتال في احضار قوت زهيد من شيوخ قريش وعقلائها سرا ، ليقيم به رمق رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وبني هاشم ، وهم في الحصار ، ولا يأمن في كل وقت مفاجأة أعداء رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بالقتل ، كأبي جهل بن هشام وعقبة بن أبي معيط ، والوليد بن مغيرة ، وعتبة بن ربيعة وغيرهم من فراعنة قريش وجبابرتها ، ولقد كان يجيع نفسه ويطعم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) زاده ، ويظمئ نفسه ويسقيه ماءه ، وهو كان المعلل له إذا مرض ، والمؤنس له إذا استوحش ، وأبو بكر بنجوة عن ذلك لا يمسه مما يمسهم ألم ، ولم يلحقه مما يلحقهم مشقة ، ولا يعلم بشئ من أخبارهم وأحوالهم ، إلا على سبيل الاجمال دون التفصيل ثلاث سنين محرمة معاملتهم ومناكحتهم ومجالستهم ، محبوسين محصورين ممنوعين من الخروج والتصرف في أنفسهم ، فكيف أهمل الجاحظ هذه الفضيلة ، ونسي هذه الخصيصة ، ولا نظير لها ، ولكن لا يبالي الجاحظ بعد أن يسوغ له لفظه ، وتنسق له خطابته ، ما ضيع من المعنى ، ورجع عليه من الخطأ !
فأما قوله : واعلموا ان العاقبة للمتقين ، ففيه إشارة إلى معنى غامض قصده الجاحظ - يعني أن لا فضيلة لعلي ( عليه السلام ) في الجهاد ، لأن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان اعلمه انه منصور وان العاقبة له - وهذا من دسائس الجاحظ وهمزاته ولمزاته ، وليس بحق ما قاله لان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) اعلم أصحابه جملة ان العاقبة لهم ، ولم يعلم واحدا منهم بعينه انه لا يناله الضرب الشديد ، وعلى ان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قد اعلم أصحابه قبل يوم بدر - وهو يومئذ في مكة - ان العاقبة لهم كما اعلم أصحابه بعد الهجرة ذلك ، فلا فضيلة لأبي بكر وغيره في احتمال المشاق قبل الهجرة : لاعلامه إياهم بذلك ، فقد جاء في الخبر أنه وعد أبا بكر قبل الهجرة بالنصر ، وانه قال له :

112

نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي    جلد : 1  صفحه : 112
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست