نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي جلد : 1 صفحه : 111
إسم الكتاب : أبو بكر بن أبي قحافة ( عدد الصفحات : 468)
وكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يمر على عمار وابيه وأمه ، وهم يعذبون ، يعذبهم بنو مخزوم لأنهم كانوا حلفاءهم فيقول : " صبرا آل ياسر فان موعدكم الجنة " وكان بلال يقلب على الرمضاء ، وهو يقول : أحد أحد ! وما سمعنا لأبي بكر في شئ من ذلك يذكر ، ولقد كان لعلي ( عليه السلام ) عنده يد غراء ان صح ما رويتموه في تعذيبه ، لأنه قتل نوفل بن خويلد وعمير بن عثمان يوم بدر ، ضرب نوفلا فقطع ساقه ، فقال : قد قطع الله كل رحم وصهر إلا من كان تابعا لمحمد ، ثم ضربه أخرى ففاضت نفسه ، وصعد لعمير بن عثمان التميمي ، فوجده يروم الهرب ، وقد ارتج عليه المسلك ، فضربه على شراسيف صدره ، فصار نصفه الأعلى بين رجليه ، وليس ان ابا بكر لم يطلب بثأره منهما ويجتهد ، لكنه لم يقدر على أن يفعل فعل علي ( عليه السلام ) فبان علي ( عليه السلام ) بفعله دونه . قال الجاحظ : ولأبي بكر مراتب لا يشركه فيها علي ولا غيره وذلك قبل الهجرة ، فقد علم الناس ان عليا ( عليه السلام ) انما ظهر فضله ، وانتشر صيته ، وامتحن ولقي المشاق منذ يوم بدر ، وانه انما قاتل في الزمان الذي استوفى فيه أهل الاسلام ، وأهل الشرك ، وطمعوا في أن يكون الحرب بينهم سجالا ، وأعلمهم الله تعالى ان العاقبة للمتقين ، وأبو بكر كان قبل الهجرة معذبا ومطرودا مشردا ، في الزمان الذي ليس بالإسلام وأهله نهوض ولا حركة ولذلك قال أبو بكر في خلافته : طوبى لمن مات في فأفأة الاسلام ! يقول : في ضعفه [1] . قال أبو جعفر ( رحمه الله ) : لا أشك ان الباطل خان ابا عثمان والخطأ أقعده والخذلان أصاره إلى الحيرة ، فما علم وعرف حتى قال ما قال ، فزعم أن عليا ( عليه السلام ) قبل الهجرة لم يمتحن ولم يكابد المشاق ، وانه انما قاسى مشاق التكليف ومحن الابتلاء منذ يوم بدر ، ونسي الحصار في الشعب ، وما مني به منه وأبو بكر وادع رافه ، يأكل