responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي    جلد : 1  صفحه : 105


انكشاف الأمور له أظهر والإسلام عليه أسهل والخواطر على قلبه أقل اعتلاجا ، وكل ذلك عون لابي بكر على الاسلام ، ومسهل اليه سبيله ، ولذلك لما قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " اتيت بيت المقدس " سأله أبو بكر عن المسجد ومواضعه ، فصدقه وبان له امره ، وخفت مؤونته لما تقدم من معرفته بالبيت ، فخرج إذا اسلام أبي بكر على قول الجاحظ من معنى المقتضب ، وفي ذلك رويتم عنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال : " ما دعوت أحدا إلى الاسلام إلا وكان له تردد ونبوة ، إلا ما كان من أبي بكر ، فإنه لم يتلعثم حتى هجم به اليقين إلى المعرفة والإسلام ، فأين هذا واسلام من خلي وعقله وألجئ إلى نظره ، مع صغر سنه ، واعتلاج الخواطر على قلبه ونشأته في ضد ما دخل فيه ، والغالب على أمثاله واقرانه حب اللعب واللهو فلجأ إلى ما ظهر له من دلائل الدعوة ، ولم يتأخر اسلامه فيلزمه التقصير بالمعصية ، فقهر شهوته وغالب خواطره ، وخرج من عادته وما كان غذي به لصحة نظره ، ولطافة فكره ، وغامض فهمه ، فعظم استنباطه ، ورجح فضله وشرف قدر اسلامه ، ولم يأخذ من الدنيا بنصيب ، ولا تنعم فيها بنعيم حدثا ولا كبيرا ، وحمى نفسه عن الهوى ، وكسر شرة حداثته بالتقوى ، واشتغل بهم الدين عن نعيم الدنيا واشغل هم الآخرة قلبه ووجه اليه رغبته ! فاسلامه هو السبيل الذي لم يسلم عليه أحد غيره ، وما سبيله في ذلك الا كسبيل الأنبياء ، ليعلم ان منزلته من النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كمنزلة هارون من موسى ، وانه وإن لم يكن نبيا فقد كان في سبيل الأنبياء سالكا ولمنهاجهم متبعا ، وكانت حاله كحال إبراهيم ( عليه السلام ) . فان اهل العلم ذكروا انه لما كان صغيرا جعلته أمه في سرب لم يطلع عليه أحد ، فلما نشأ ودرج وعقل قال لامه : من ربي ؟ قالت : أبوك ، قال : فمن رب أبي ؟ فزبرته ونهرته ، إلى أن طلع من شق السرب ، فرأى كوكبا ، فقال : هذا ربي فلما أفل قال : لا أحب الآفلين ، فلما رأى القمر بازغا قال : هذا ربي هذا أكبر ، فلما أفل قال : لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين ، فلما رأى الشمس بازغة

105

نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي    جلد : 1  صفحه : 105
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست