نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي جلد : 1 صفحه : 106
قال : هذا ربي هذا أكبر فلما أفلت قال : يا قوم إني برئ مما تشركون ، إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا ، وما انا من المشركين ، وفي ذلك يقول الله جل ثناؤه : ( وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين ) [1] وعلى هذا كان اسلام الصديق الأكبر ( عليه السلام ) لسنا نقول إنه كان مساويا له في الفضيلة ، ولكن كان مقتديا بطريقة علي ما قال الله تعالى : ( ان أولى أناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذي آمنوا والله ولي المؤمنين ) [2] واما اعتلال الجاحظ بان له ظهرا كأبي طالب وردءا كبني هاشم ، فإنه يوجب عليه ان تكون محنة أبي بكر وبلال وثوابهما وفضل اسلامهما أعظم مما لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لان أبا طالب ظهره . وبني هاشم ردؤه . وحسبك جهلا من معاند لم يستطع حط قدر علي ( عليه السلام ) إلا بحطه من قدر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ! ولم يكن أحد أشد على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من قراباته ، الأدنى منهم فالأدنى ، كأبي لهب عمه وامرأة أبي لهب وهي أم جميل بنت حرب بن أمية واحدى أولاد عبد مناف ، ثم ما كان من عقبة بن أبي معيط ، وهو ابن عمه ، وما كان من النضر بن الحارث ، وهو من بني عبد الدار بن قصي ، وهو ابن عمه أيضا وغير هؤلاء ممن يطول تعدادهم ، وكلهم كان يطرح الأذى في طريقه . وينقل اخباره ويرميه بالحجارة ويرمي الكرش والفرث عليه ، وكانوا يؤذون عليا ( عليه السلام ) كأذاه ، ويجتهدون في غمه ويستهزئون به ، وما كان لابي بكر قرابة تؤذيه كقرابة علي ، ولما كان بين علي والنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من الاتحاد والألف والاتفاق أحجم المنافقون بالمدينة عن اذى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) خوفا من سيفه ، ولأنه صاحب الدار والجيش ، وأمره مطاع وقوله نافذ ، فخافوا على دمائهم منه ، فاتقوه ، وامسكوا