نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي جلد : 1 صفحه : 104
وعمره يومئذ ثماني سنين ، فمكث معه سبع سنين حتى اتاه جبرائيل بالرسالة فدعاه - وهو بالغ كامل العقل - إلى الاسلام ، فأسلم بعد مشاهدة المعجزة ، وبعد اعمال النظر الفكرة ، وان كان قد ورد في كلامه أنه صلى سبع سنين قبل الناس كلهم ، فإنما يعني ما بين الثماني والخمس عشرة ، ولم يكن حينئذ دعوة ولا رسالة ، ولا ادعاء نبوة ، وانما كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يتعبد على ملة إبراهيم ودين الحنيفية ، ويتحنك ويجانب الناس ، ويعتزل ويطلب الخلوة ، وينقطع في جبل حراء ، وكان علي ( عليه السلام ) معه كالتابع والتلميذ ، فلما بلغ الحلم ، وجاءت النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الملائكة وبشرته بالرسالة ، دعاه فأجابه عن نظر ومعرفة بالاعلام المعجزة ، فكيف يقول الجاحظ ان اسلامه لم يكن مقتضبا ! وان كان اسلامه ينقص عن اسلام غيره في الفضيلة لما كان يمرن عليه من التعبد مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأمثاله من المعصومين ، لان العصمة عند أهل العدل لطف يمنع من اختص به من ارتكاب القبيح ، فمن اختص بذلك اللطف كانت الطاعة عليه أسهل ، فوجب ان يكون ثوابه انقص من ثواب من أطاع مع تلك الاطلاف ! وكيف يقول الجاحظ ان اسلامه ناقص عن اسلام غيره ، وقد جاء في الخبر انه أسلم يوم الثلاثاء ، واستنبئ النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يوم الاثنين فمن هذه حاله لم تكثر حجج الرسالة على سمعه ، ولا تواترت اعلام النبوة على مشاهدته ، ولا تطاول الوقت عليه لتخف محنته ، ويسقط ثقل تكليفه ، بل بان فضله ، وظهر حسن اختياره لنفسه إذ أسلم في حال بلوغه ، عانى نوازع طبعه ، ولم يؤخر ذلك بعد سماعه . وقد غمر الجاحظ في كتابه هذا ان ابا بكر كان قبل اسلامه مذكورا ، ورئيسا معروفا يجتمع اليه كثير من اهل مكة فينشدون الاشعار ، ويتذاكرون الاخبار ، ويشربون الخمر ، وقد كان سمع دلائل النبوة ، وحجج الرسل ، وسافر إلى البلدان ، ووصلت اليه الاخبار ، وعرف دعوى الكهنة وحيل السحرة ، ومن كان كذلك
104
نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي جلد : 1 صفحه : 104