نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي جلد : 1 صفحه : 101
إسم الكتاب : أبو بكر بن أبي قحافة ( عدد الصفحات : 468)
بعد اسلامه ، وهو كأحدهم في طبقته ، كبعضهم في معرفته ! وكيف لم ينزع إليهم في ساعة من ساعاته ، فيقال : دعاه داعي الصبا وخاطر من خواطر الدنيا ( هنا يرد على عمر حين قال لولا أن به دعابة ) وحملته الغرة والحداثة على حضور لهوهم والدخول في حالهم ، بل ما رأيناه إلا ماضيا على اسلامه ، مصمما في أمره محققا لقوله بفعله ، قد صدق اسلامه بعفافه وزهده ، ولصق برسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من بين جميع من بحضرته ، فهو أمينه وأليفه في دنياه وآخرته ، وقد قهر شهوته ، وجاذب خواطره ، صابرا على ذلك نفسه ، لما يرجو من فوز العاقبة وثواب الآخرة ، وقد ذكر هو ( عليه السلام ) في كلامه وخطبه بدء حاله ، وافتتاح امره حيث أسلم لما دعا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الشجرة ، فأقبلت تخد الأرض ، فقالت قريش : ساحر خفيف السحر ! . فقال علي ( عليه السلام ) : يا رسول الله ، أنا أول من يؤمن بك آمنت بالله ورسوله وصدقتك فيما جئت به ، وانا اشهد ان الشجرة فعلت ما فعلت بأمر الله ، تصديقا لنبوتك ، وبرهانا على صحة دعوتك ، فهل يكون ايمان قط أصح من هذا الايمان وأوثق عقدة ، واحكم مرة ! ولكن حنق العثمانية وغيظهم ، وعصبية الجاحظ وانحرافه مما لا حيلة فيه . ثم لينظر المنصف وليدع الهوى جانبا ، ليعلم نعمة الله على علي ( عليه السلام ) بالإسلام حيث أسلم على الوضع الذي أسلم عليه ، فإنه لولا الألطاف التي خص بها ، والهداية التي منحها ، لما كان إلا كبعض أقارب محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقد كان ممازجا له كممازجته ، ومخالطا له كمخالطة كثير من أهله ورهطه ، ولم يستجب منهم أحد له إلا بعد حين . ومنهم من لم يستجب له أصلا ، فان جعفرا ( عليه السلام ) كان ملتصقا به ولم يسلم حينئذ وكان عتبة بن أبي لهب ابن عمه وصهره وزوج ابنته لم يصدقه ، بل كان شديدا عليه وكان لخديجة بنون من غيره ولم يسلموا حينئذ وهم ربائبه [1] ومعه