نام کتاب : بداية الحكمة نویسنده : السيد الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 200
فإن الشر ليس هو قدرة القاتل عليه ، فإنه كمال له ، ولا حدة السيف - مثلا - وصلاحيته للقطع ، فإنه كمال فيه ، ولا انفعال رقبة المقتول من الضربة ، فإنه من كمال البدن ، فلا يبقى للشر إلا بطلان حياة المقتول بذلك ، وهو أمر عدمي ، وعلى هذا القياس في سائر الموارد . وعن أرسطو : " أن الأقسام خمسة : ما هو خير محض ، وما خيره كثير وشره قليل ، وما خيره وشره متساويان ، وما شره كثير وخيره قليل ، وما هو شر محض ، وأول الأقسام موجود كالعقول المجردة التي ليس فيها إلا الخير ، وكذا القسم الثاني كسائر الموجودات المادية التي فيها خير كثير بالنظر إلى النظام العام ، فإن في ترك إيجاده شرا كثيرا ، وأما الأقسام الثلاثة الباقية ، فهي غير موجودة ، أما ما خيره وشره متساويان ، فإن في ايجاده ترجيحا بلا مرجح ، وأما ما شره كثير وخيره قليل ، فإن في إيجاده ترجيح المرجوح على الراجح ، وأما ما هو شر محض ، فأمره واضح ، وبالجملة لم يستند بالذات إلى العلة إلا الخير المحض والخير الكثير ، وأما الشر القليل فقد استند إليها بعرض الخير الكثير الذي يلزمه " [1] . الفصل الرابع في صفات الواجب الوجود تعالى ومعنى اتصافه بها تنقسم الصفات الواجبية - بالقسمة الأولية - إلى ما تكفي في ثبوته الذات المتعالية ، من غير حاجة إلى فرض أمر خارج ، كحياته ( تعالى ) وعلمه بنفسه ، وتسمى : " الصفة الذاتية " ، وما لا يتم الاتصاف به إلا مع فرض أمر خارج من الذات ، كالخلق والرزق والاحياء ، وتسمى : " الصفة الفعلية " . والصفات الفعلية كثيرة ، وهي على كثرتها منتزعة من مقام الفعل ، خارجة عن
[1] راجع الفصل الثالث والسابع من المقالة الثانية والفصل التاسع من المقالة الأولى من كتاب الطبيعة لأرسطوطاليس 1 : 100 و 137 و 72 . ونقل عنه أيضا في شرح المنظومة : 155 . والملل والنحل 2 : 127 - 128 .
200
نام کتاب : بداية الحكمة نویسنده : السيد الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 200