نام کتاب : بداية الحكمة نویسنده : السيد الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 199
لها [1] . فهو ( تعالى ) وحده المبدأ الموجد لما سواه ، المالك له ، المدبر لأمره ، فهو رب العالمين ، لا رب سواه . تتمة : قالت الثنوية : " إن في الوجود خيرا وشرا ، وهما متضادان ، لا يستندان إلى مبدأ واحد ، فهناك مبدءان : مبدأ الخيرات ، ومبدأ الشرور " [2] . وعن أفلاطون في دفعه : " أن الشر عدم ، والعدم لا يحتاج إلى علة فياضة ، بل علته عدم الوجود " [3] وقد بين الصغرى بأمثلة جزئية [4] ، كالقتل الذي هو شر مثلا ،
[1] أي مقومة لآثاره . [2] اعلم أن البحث عن انتفاء الشريك عن الباري يقع في جهات : الجهة الأولى : انتفاء الشريك عن ( الله ) تعالى في الوجوب الذاتي ، وهي ما مر في الفصل السابق . الجهة الثانية : انتفاء الشريك عن ( الله ) تعالى في استحقاق العبودية . وهي خارجة عما يبحث عنه في هذا الفصل . الجهة الثالثة : انتفاء الشريك عنه في الربوبية والمدبرية والخالقية . وهي المبحوث عنها في هذا الفصل . وخالفنا في هذه الجهة الثنوية ، لا الوثنية كما زعمه المصنف في نهاية الحكمة : 342 . قال في شرح المواقف : " واعلم أنه لا مخالف في هذه المسألة إلا الثنوية دون الوثنية ، فإنهم لا يقولون بوجود إلهين واجبي الوجود ، ولا يصفون الأوثان بصفات الإلهية ، وإن أطلقوا عليها اسم الآلهة ، بل اتخذوها على أنها تماثيل الأنبياء أو الزهاد أو الملائكة أو الكواكب واستغلوا بتعظيمها على وجه العبادة توصلا بها إلى ما هو إله حقيقة . وأما الثنوية فإنهم قالوا : نجد في العالم خيرا كثيرا وشرا كثيرا ، وأن الواحد لا يكون خيرا شريرا بالضرورة ، فلكل منهما فاعل على حدة ، فالمانوية والديصانية من الثنوية قالوا : فاعل الخير هو النور وفاعل الشر هو الظلمة . . . والمجوس منهم ذهبوا إلى أن فاعل الخير هو ( يزدان ) وفاعل الشر هو ( أهرمن ) ويعنون به الشيطان " . راجع شرح المواقف : 479 . [3] انتهى كلام أفلاطون على ما نسب إليه في شرح المنظومة : 154 - 155 . [4] راجع شرح الإشارات 3 : 320 - 321 ، وكشف المراد : 30 .
199
نام کتاب : بداية الحكمة نویسنده : السيد الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 199