responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بداية الحكمة نویسنده : السيد الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 178


المحسوسة ، وتوقف الصورة الخيالية على ذلك ، فإنما هو لحصول الاستعداد الخاص للنفس لتقوى به على تمثيل الصورة العلمية ، وتفصيل القول في علم النفس .
ومما تقدم يظهر أن قولهم : " إن التعقل إنما هو بتقشير المعلوم عن المادة والأعراض المشخصة له حتى لا يبقى إلا الماهية المعراة عن القشور ، كالإنسان المجرد عن المادة الجسمية والمشخصات الزمانية والمكانية والوضعية وغيرها ، بخلاف الإحساس المشروط بحضور المادة واكتناف الأعراض والهيئات الشخصية ، والخيال المشروط ببقاء الأعراض والهيئات المشخصة ، من دون حضور المادة " [1] ، قول على سبيل التمثيل للتقريب ، وإلا فالمحسوس صورة مجردة علمية ، واشتراط حضور المادة والاكتناف بالأعراض المشخصة لحصول الاستعداد في النفس للاحساس ، وكذا اشتراط الاكتناف بالمشخصات للتخيل ، وكذا اشتراط التقشير في التعقل للدلالة على اشتراط تخيل أزيد من فرد واحد في حصول استعداد النفس لتعقل الماهية الكلية المعبر عنه بانتزاع الكلي من الأفراد .
وتبين مما تقدم أيضا أن الوجود ينقسم - من حيث التجرد عن المادة وعدمه - إلى ثلاثة عوالم كلية :
أحدها : عالم المادة والقوة .
والثاني : عالم التجرد عن المادة دون آثارها - من الشكل والمقدار والوضع وغيرها - ، ففيه الصور الجسمانية وأعراضها وهيئاتها الكمالية من غير مادة تحمل القوة والانفعال ، ويسمى : " عالم المثال " و " البرزخ بين عالم العقل وعالم المادة " .
والثالث : عالم التجرد عن المادة وآثارها ، ويسمى : " عالم العقل " .



[1] راجع التحصيل : 745 - 746 ، والمبدأ والمعاد للشيخ الرئيس : 102 - 103 ، وشرح الإشارات 2 : 322 - 324 ، وشرح المقاصد 1 : 229 ، والأسفار 3 : 360 - 361 . وفي الجميع زادوا نوعا آخر من العلم الحصولي غير الحسي والعقلي والخيالي ، وهو الوهمي .

178

نام کتاب : بداية الحكمة نویسنده : السيد الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 178
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست