نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 7 صفحه : 248
بقيت مناقشة حول كون العظم مما لا تحله الحياة . فإن قصدنا بالعظم ، ما كان في داخل الجسم الحي كعظام الصدر واليدين والساقين ، فلا شك أنها بما تحله الحياة عرفا بل حقيقة . ولا يبعد القول بالشعور بالألم مع ضرب العظم ، فكيف يكون مما لا تحله الحياة ؟ نعم ، سنخ الحياة وحالها في العظم يختلف عن حالها في اللحم والشحم ، باعتبار اختلاف مادته من ناحية واختلاف وظيفته في الجسم من ناحية أخرى ، فالعظم لا شك أنه فاقد للرقة والحيوية التي هي للحم والأعصاب . وأما فقده للحياة بالمرة فغير محتمل ، ولا نسلم به . وقد قال بعض المفكرين المتأخرين أن للعظم قوة كهربائية سارية فيه . خذ إليك مثلا بسيطا هو الخشب الذي يكون الشجرة ، فإننا لا نستطيع أن نقول يكون ميتا بدليل كونه ناميا وناقلا للماء والغذاء إلى الورق . ولو كان ميتا لما فعل ذلك . إلَّا أن حياته بصفته خشبا صلبا تختلف عن الرقة والحيوية التي في الأوراق وهكذا . فهذا هو الحديث عن العظام التي تكون في داخل الجسم الحي للإنسان والحيوان . يبقى الكلام في نوعين مما قد يسمى بالعظام عرفا أحدهما : أغلفة القرون والأظلاف . وثانيهما : الأرجل الخالية من اللحم لدى الحيوان ، كما في الطيور ، فإن سيقانها وأصابعها جميعا خالية من اللحم بل بعضها يخلو من اللحم فوق ركبته أيضا . أما أغلفة القرون والأظلاف ، فلا شك أنها لا حياة فيها ، إلَّا أن كون تركيبها الخلقي مثل العظم الداخلي الذي قلنا إنه حي بطبعه ، غير معلوم بل معلوم العدم ومن هنا فمن المؤكد أنه لا يصح أن يسمى عظما بالدقة لأنه لا يشابه في مادته وخلقته سائر العظام . نعم ، هو عظم عرفا ، ومن هنا يمكن القول عرفا أن العظام على
248
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 7 صفحه : 248