نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 7 صفحه : 213
فعن المجمع في اللغة [1] : السكر في اللغة على أربعة أوجه : الأول : ما أسكر من الشراب والثاني : ما طعم من الطعام . قال الشاعر : جعلت عيب الأكرمين سكرا ، أي : جعلت ذمهم طعما لك ، والثالث : السكون ومنه ليلة ساكرة أي ساكنة . قال الشاعر . وليس بطلق ولا ساكرة . ويقال : سكرت الريح أي سكنت . قال : وجعلت عين الخرور تسكر . والرابع : المصدر من قولك سكر سكرا . ومنه التسكير التحيير ، في قوله * ( إِنَّما سُكِّرَتْ أَبْصارُنا ) * . انتهى . فكما يمكن أن يكون المراد من المسكر في الآية الكريمة المعنى الأولى ، كما هو مراد المستدل . كذلك يمكن أن يكون الوجه الثاني وهو الطعام الطعوم أو الطيب اللذيذ . فقد أشار إلى لذته أولا ثم إلى كونه رزقا من اللَّه سبحانه وتعالى . وإذا دخل الاحتمال بطل الاستدلال . وقد يخطر في البال : إن في الآية الكريمة قرينة متصلة تدل على تعين المعنى الأول ونفي ما سواه . وهو أنه سبحانه يقول [2] * ( وَمِنْ ثَمَراتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنابِ تَتَّخِذُونَ مِنْه ُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً ) * . فقد ذكر التمر والعنب وهما أهم المصادر لاتخاذ المسكرات أو الكحول . وجواب ذلك : إنه لا يتعين ذكر هذه الفواكه من أجل ذلك وإلا كان المناسب عطف الشعير عليها ، لأنه ليس أقل شيوعا منها باتخاذ المسكر منه . بل إنما ذكرها باعتبارها ألذ الفواكه ، أولا . وأوفرها في الزراعة ثانيا في غالب البلدان المعتدلة . فكذلك إذا دخل الاحتمال ، بطل الاستدلال . الوجه الثاني : إن الآية الكريمة ليست غير دالة فقط على الجواز بل هي دالة على حرمة اتخاذ المسكر . وذلك : لعطف الرزق الحسن عليه ،
[1] انظر تفسير الميزان ج 14 ص 289 . [2] النحل / 67 .
213
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 7 صفحه : 213