نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 7 صفحه : 214
والعطف يدل على المغايرة بين القسمين : المعطوف والمعطوف عليه . وحيث ثبت بوضوح أن المعطوف هو الرزق الحسن إذن فالآخر هو رزق غير حسن . ولا يراد بعدم الحسن هنا إلَّا الحرمة . إذ لا يوجد من يقول بالكراهة . فالآية الكريمة دالة على الحرمة . وهذا الوجه لطيف في نفسه إلَّا أنه غير متعين ، لأن العطف كما قد يدل على التغاير بين طرفيه كذلك قد يدل على الوحدة بينهما كما في عطف التفسير ، فقد يكون هذا من قبيل عطف التفسير ، فلا يتم الجواب . الوجه الثالث : إن الآية الكريمة بصدد الامتنان بلا شك . لأنها تذكر منة اللَّه سبحانه على عباده . ولا يكون الامتنان إلا بمحلل . وبعد أن نعرف من الأدلة الأخرى حرمة كل مسكر ، إذن نعرف أنه يمتنع أن يراد من السكر في الآية : المسكر لأنه لا يكون الامتنان إلا بمحلل . بل لا بد أن يراد به معنى آخر كالذي ذكرناه في الوجه الأول . الوجه الرابع : انه ليس المراد من قوله : ا تتخذون . أي تصنعون . لأن هذا الفعل أو العامل يجب أن يرتبط لكلا المعطوفين بوجه واحد ، ولا يحتمل ارتباطه بكل منهما بوجه مستقل لأنه خلاف وحدة السياق . بل خلاف نص الآية . ومن المعلوم : أن الرزق الحسن لا معنى لصناعته . إذن نعرف أنه ليس المراد من الاتخاذ الصناعة . لا من السكر ولا من الرزق الحسن . ومن المعلوم أن الشراب المسكر لا يكون إلَّا بالصناعة وليس التمر والعنب مسكرين بوجودهما الطبيعي . ومعه يتعين أن لا يكون المراد به المسكر . إذ لو كان كذلك لاحتاج إلى صناعة ، ولكن ارتباط الفعل ( تتخذون ) به غير شكل ارتباطه في الرزق الحسن . أي أن له في كل واحد معنى مستقل ، وهذا فاسد جدا ، لمجيئه مرة واحدة في الآية لا مرتين .
214
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 7 صفحه : 214