نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 7 صفحه : 191
إسم الكتاب : ما وراء الفقه ( عدد الصفحات : 341)
ومن الواضح أننا لا نقصد بالإضرار الصحيحة التي قد تترتب ، الإضرار الصحيحة الكبيرة أو المهمة ، وإنما كل ضرر صحي حتى ولو كان بسيطا كالألم البسيط في الرأس أو صعوبة التفكير أو صعوبة الذاكرة . ولو قليلا . هذا فضلا عما هو أكثر من ذلك بقليل أو كثير . إلَّا أن التعاريف الأخرى للإدمان لاحظت كثرة التناول بمجردها سواء ترتب ضرر على الترك أم لا . فحسب تعريف منظمة الصحة الدولية [1] للمدمن أنه « هو الشخص الذي أمعن في تعاطي الكحول إما بشكل مستمر ومتواصل أو بشكل متقطع بحيث وصل إلى درجة واضحة من الاعتماد النفسي والجسدي ، ومؤديا إلى إعاقة صحته العقلية والجسدية أو متطلبات حياته الاجتماعية والاقتصادية أو ظهرت عليه بوادر تلك الأعراض . والذي يكون كذلك بحاجة إلى العلاج الطبي » . ولنا على هذا التعريف عدة ملاحظات : أولا : إن التناول لا معنى لأن يكون بشكل مستمر ومتواصل ولا يوجد على سطح الأرض من يكون كذلك . بل هو متقطع لا محالة . غير أن الأزمنة التي تكون بين الوجبات قد تطول وقد تقصر . ثانيا : إن المفروض بالتعريف كونه تعريفا للإدمان عامة وليس للإدمان على الكحول فقط ، في حين لم يتعرض إلَّا للإدمان على الكحول ، ولكن المعاني التي أخذها في التعريف يمكن أن تكون عامة لكل من الكحول والمخدرات . فكان تخصيصه الحديث بالكحول بلا موجب . ثالثا : إن هذا التعريف أخذ عدة نتائج لتعاطي الكحول منها : الاعتماد النفسي والجسدي عليها . ومنها إعاقة صحته العقلية ومنها إعاقة حياته الاجتماعية ومنها إعاقة حياته الاقتصادية . فيمكن التساؤل عن كون المدمن هل هو الذي حصل له كل ذلك . أو