نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 7 صفحه : 190
وعلى أي حال ، ففي هذا المجال يمكن إثارة التساؤل عن الفرق بين المسكر والمخدر أو بين الأثر الذي يخلفه كل منهما . وخاصة بعد أن سمعنا قبل قليل عن مصدره إن الكحول مخدرة أيضا . وهذا هو السؤال الأهم ، وإن كان يمكن التوسع منه كالسؤال عن الفرق بين المخدر والمسكر والمنبه . أو الفرق بينهما وبين المطرب . فنضيف الطرب كحالة نفسية مشابهة لهذه الأمور قليلا ، فما هو فرقها عنها . والذي أجده الأفضل هو تأجيل الحديث عن ذلك في فصل المخدرات الآتي . وإنما نشير هنا فقط إلى أن المسكر لا يكون إلَّا عاما ، وأما المخدر فيمكن أن يكون موضعيا . وذلك لأن المسكر سواء حصل تناوله عن طريق الفم أو غيره ، فإنه يؤثر على الجهاز العصبي المركزي ، الأمر الذي يجعل أثره تماما على جميع البدن . بخلاف المخدر ، فإنه يؤثر على الأعصاب في موضع وجوده ، فإن كان قليلا أمكن أن لا يتعدى تأثيره الموضع الذي كان فيه . نعم ، إذا تناول المخدر عن طريق الفم ، كان تأثيره عاما . الجهة الثالثة : الإدمان : تتصف بعض المواد بإمكان الإدمان عليها ، وعلى رأس هذه القائمة : المسكرات والمخدرات . بل قد يرجع الإدمان على بعض المواد الأخرى إلى ما تحتويه من هذين العنصرين . ويمكن تعريف الإدمان بأنه كون الشخص بحالة بحيث لو امتنع عن التناول أصابته بعض الإضرار الصحيحة التي تزول سريعا بتناول نفس المادة مرة أخرى . وأما الشخص الذي لم يصل إلى هذه الدرجة من كثرة التناول بحيث لا يصيبه الضرر من الترك ، فمن الممكن القول إنه ليس بمدمن . وأن كثرة التناول منه ناشئ من شهوته واختياره ، وليس باعتبار دفع الإضرار المحتمل ترتبها بدونه .
190
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 7 صفحه : 190