نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 7 صفحه : 189
إلى ذلك ، لأنها جزئية صغيرة وقابلة للذوبان وان مرورها عن طريق جدران الأمعاء إلى الدم يتم بسهولة . وهنا يفسر السرعة التي تظهر فيها تأثيرات المشروبات الكحولة خصوصا فيما إذا احتساها شاربها ومعدته فارغة من الطعام . إن المشروبات الكحولية تؤدي إلى توسع انعكاسي في الأوعية الدموية المحيطية ، مؤدية إلى الإحساس بالدفء . كما أن للكحول تأثيرا مسكرا ومخدرا ، وله تأثير مهدئ للأعصاب ويستعمل لغرض الانتعاش وإعطاء الطاقة الحرارية بسرعة للجسم . ( مثلا 375 س . س . الويسكي بتركيز 40 يجهز الجسم بطاقة حرارية حوالي 5000 سعرة حرارية ) . ولكن بسبب احتوائه على فيتامينات قليلة خاصة فيتامين 1 2 فقد يؤدي إلى أمراض معينة ومعروفة بسبب نقصه لهذه الفيتامينات . إن مادة الكحول تؤثر بصورة مباشرة على الجهاز العصبي المركزي ( المراكز الحسية الدماغية ) مما تؤدي إلى شل عملها وما يترتب على ذلك من زوال الخجل عند شاربي الخمور . وكذلك اختلال الأفعال الحسية والانعكاسية ويكون الاختلال تبعا لكمية الخمور المتناولة ، لذلك نجد أن شاربي الخمور يشعرون بالانتعاش في بادئ الأمر . ولكن هذا الشعور المؤقت بالارتياح هو المغالاة بالخطإ الذي يتورط به المدمنون على الكحول فيتعاطونه بكثرة . ونتيجة لهذا التصرف الخاطى يسري مفعول الكحول وتزداد نسبة تركيزه بالدم إلى أن يشل كافة المراكز الحسية . أنه بسبب التأثير المباشر للكحول على الجهاز العصبي المركزي فإن الكثيرين من الناس يتحفزون لتناوله أو إساءة استعماله . ليس للكحول تأثير مباشر على الكليتين ، ليسبب زيادة إفراز البول وإنما يكون التأثير من زيادة إفراز الماء من خلال تأثيره على الغدة النخامية ، لتعطيل مؤقت في افراز هورمون ADH وقد وجد أن هذا التعطيل لا يستمر مع الاستمرار في تناول الكحول وإنما يقتصر على ابتداء فترة التناول .
189
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 7 صفحه : 189