نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 96
يعلمون ذلك ويستطيعون تدبير بعضه لا أقل . وقد عرفنا ملكيات الإمام فيما سبق . وقد يخطر في البال : أنها مربوطة بالجهاد الإسلامي ، ولا يوجد الان هذا الجهاد . وجوابه : أن عدم وجوده لا يعني عدم وجود ملكيات الإمام : أولا : لأن بعض تلك الملكيات لا ربط لها بالجهاد كما عرفنا . كالأراضي الموات والغابات وغيرها مما سبق . ثانيا : لأن الجهاد بعد الإسلام قد حصل فعلا . ولا زال أثر ذلك موجودا إلى حد الان ، كما يعلم الفقهاء ، وغض النظر عن أثره أمر ليس بصحيح ولا شرعي . إلا أن الذي يهون الخطب في موقف الفقهاء ، قصورهم غالبا عن التصدي للأمور العامة ، وتدبير ما ليس بأيديهم من أراض ومجتمعات . فهم في حال تقية دائمة . وهذا هو عذرهم أمام اللَّه سبحانه . وليس هو من باب عدم ملكية الإمام عليه السلام للأشياء . وسيأتي الكلام عن مقدار سلطة الفقهاء على ذلك . الملاحظة الثامنة : ورد في رواية أبي خالد الكابلي * ( إِنَّ الأَرْضَ لِلَّه ِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِه ِ وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ) * [ الأعراف : 128 ] أنا وأهل بيتي الذين أورثنا الأرض ، ونحن المتقون والأرض كلها لنا ) . وأقرب إيضاح لهذه الفكرة من ناحية القواعد المتداولة أن ملكية أهل البيت سلام اللَّه عليهم ذات مستويين : المستوي الأول : الملكية الواقعية للأشياء بصفتهم أولياء اللَّه عز وجل في خلقه . فلهم الإشراف على الخلق والتدبير لهم بأمر من اللَّه عز وجل وحكمه . وهذا أمر متواتر في أخبارنا . المستوي الثاني : ملكيتهم للأنفال أو الفيء ، بالمعاني أو بالتفاصيل السابقة التي استعرضناها .
96
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 96