نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 95
الأشياء أن تكون لأصل الحق . أو قل للَّه ولرسوله . ولكن تم خلال التاريخ سيطرة الكافرين والفاسقين والمشركين على الأشياء . فكأنها خرجت عن ملكية اللَّه ورسوله إلى ملكيه هؤلاء . فإذا تم الجهاد الإسلامي وغنم الجيش المجاهد بقيادة الرسول ( ص ) أو غيره أي شيء منقول أو غير منقول فهو ( فيء ) يعني راجع إلى اللَّه ورسوله بعد أن كان خرج عنهم ، فالآن عاد إليهم بعد غياب . الملاحظة السابعة : ورد في رواية أبي بصير ما مضمونه : أن أيسر ما يدخل به الفرد النار في الآخرة هو أن يأكل مال اليتيم . لما ذا ؟ لأن اليتيم ليس له دفاع إلى جانبه . فإذا أكل المشرف عليه أمواله ، فإنه لا يعلم ولا يستطيع أن يفعل أي شيء . بل قد لا يعلم ذلك أحد من الخلق . فلا فائدة يومئذ حتى في تطبيق القوانين ، ولكن علم اللَّه عز وجل شامل له وبصير به ، فيدخله النار * ( الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى ظُلْماً ) * . * ( سَيَصْلَوْنَ سَعِيراً ) * [ النساء : 10 ] . ثم قال في الرواية : ونحن اليتيم . يعني لا يجوز أيضا أكل أموالنا بدون إذننا ولا رعايتنا وتدبيرنا . والتعبير باليتيم هنا له عدة وجوه أوضحها ما أشرنا إليه من أن اليتيم لا دفاع له إلى مصلحة نفسه وفي الإشراف على أمواله . فكذلك الأئمة عليهم السلام ومواليهم حين لا يكون الأمر بأيديهم وليس لهم سلطة عامة . عندئذ يمكن لكثير من الناس المنحرفين والفاسقين أن يأكلوا أموالهم . وهذا قائم إلى حد الان فيما يخص الإمام من أموال وخاصة ما يسمى بحق الإمام من الخمس . ولا يوجد مبرر شرعي محدد لاهتمام الفقهاء بحق الإمام من الخمس ، وإهمالهم لسائر أموال الإمام إلى حد لا يوجد الان في أذهان المتشرعة لها أي تحديد . بمعنى أنهم لا يعلمون ما هي ممتلكات الإمام من غير حق الإمام عليه السلام . وهذا أمر مؤسف حقا . مع أن الفقهاء
95
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 95