نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 44
الوجه الثاني هو الجواب . ويبدو أن أحد هذين الوجهين هو الذي يقصده المحقق الحلَّي . الوجه الثالث : في تدقيق الوجه الثاني : وهو أن يقال : إن ما يبدو للنظر الأولي من أنه ينبغي العبور من الثلاثمائة والواحدة وفيه أربع شياه إلى الخمسمائة وفيه خمس شياه في كل مائة شاة . لكي لا تتكرر الأربع شياه مرتين . هذا غير صحيح لأن المهم هو تغيير شكل التشريع وليس موضوعه فقط . وإذا كان شكل التشريع متغيرا أعني في كل مائة شاة ( وسقط الوجه الأول ) ، لم يكن مهما بعد ذلك أن يبدأ بالأربعمائة أو بالخمسمائة . بل الصحيح ما تقتضيه الحكمة بطبيعة الحال . ومثله ما لو قلنا إن النصاب الثالث وهو مائتان وواحدة فيها ثلاث شياه . والنصاب الرابع وهو الثلاثمائة والواحدة وفيها في كل مائة شاة . وهي ثلاث أيضا . بل ما فهمناه من الروايات أوضح من هذا ، لأن السؤال يبقى عن سبب إضافة الواحد إلى الثلاثمائة عندما يراد الحساب مائة مائة . على حين ما قلناه يبدأ هذا الحساب من الأربعمائة . والسر في ذلك أن هذا القول المشار إليه والذي عبر عنه المحقق الحلَّي . إنما هو ناتج عن تقييد صحيحة محمد بن قيس بصحيحة الفضلاء أعني تقييد الثلاثمائة بالواحدة ، مع الفهم بأن كثرة الغنم يراد به ذلك أيضا وحكمه في كل مائة شاة . وقد تحصّل الجواب على مثل هذا النسج مما سبق . ومن الواضح أن التشريع المقرر برواية واحدة معتبرة أوضح من التشريع المستنتج من الجمع بين الأدلة في عدد من الأحيان .
44
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 44