نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 410
رذيلتين . فالشجاعة وسط بين التهوّر والجبن . والكرم وسط بين الإسراف والبخل . وكل شيء زاد عن حدّه انقلب إلى ضده أي انقلب مذموما قبيحا . وعلى أي حال : إن صدق هذا على عمومه أو لم يصدق ، فهو من أحكام العقل العملي الذي نتحدث عنه . المصدر الثاني : العقلاء . فإن لهم تسالما على بعض القضايا التي تعود إلى مصالحهم بصلة . وفي الأغلب فإن البشر كلهم يتسالمون على بعض القضايا ، كما قد يتسالم أهل منطقة معينة على قضايا أخرى . والأهم والأقرب إلى الصحة هو الأول بطبيعة الحال بحيث لا يفرق فيه البشر بمختلف مستوياتهم وأديانهم ومجتمعاتهم . وأوضح هذه القضايا ، بعد التجاوز عن القضايا العقلية التي يدركها العقلاء أيضا . : التنازل عن بعض المصالح الشخصية لأجل عدم التورّط باعتداء الآخرين . أو قل : لأجل أن يتعايش الناس في المجتمع بسلام . ومنه : قاعدة العدل والإنصاف . ومنه قاعدة اليد والمنع عن الغصب وأضرابه . وغيرها . المصدر الثالث : العرف . وهو أيضا قضايا متسالمة بين الناس ومعروفة بينهم . إلَّا أنه يمكن التفريق بينهما بما يلي : أولا : أن السيرة العقلائية عامة لكل البشر في حين يكون العرف خاصا ببعض المجتمعات أو يمكن أن يكون خاصّا بها . ثانيا : أن السيرة العقلانية تتناول قضايا أعمق وأهم ممّا يتناوله العرف . فبينما يتناول العقلاء قاعدة العدل والإنصاف على عمومها ، يتناول العرف : طريقة البيع والشراء وتعيين الموازين والمكاييل ومقدار ما ينبغي بذل الاحترام للبعض أو الحزن لفقدهم وغير ذلك كثير . المصدر الرابع : الشريعة السماوية . وهي تختلف في ما بين العصور باختلاف أديان الأنبياء وشرائعهم . ونحن نعتقد كما دلّ عليه الدليل في الإسلام . أن الشريعة الحقة والنافذة منذ بعثة النبي صلَّى اللَّه عليه وآله إلى
410
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 410