responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر    جلد : 2  صفحه : 405


وكذلك لو لاحظنا الملاك . من المصلحة والمفسدة ، فإنها متعلقة بالأفعال لا بأضدادها . وقد حقّق في محله : أن الأمر بالشيء لا يقتضي النهي عن ضدّه العام . فتأمل تعرف . وتمام الكلام في علم الأصول .
الفرق بين الجهاد والهداية لأنه قد يقال : إن الجهاد أيضا هو شكل من أشكال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، لأن هدفه في العالم هو ذلك بكل تأكيد . كما أنه قد يخطر في البال أن هذه الوظيفة أيضا جهاد أو نوع منه ، وخاصة إذا تعرّض الفرد إلى نوع من الخطورة أو التضحية .
وجواب ذلك يكون على عدة مستويات :
المستوي الأول : الفرق بين عنواني المتعلقين . فمتعلق أحد الأمرين هو الجهاد ومتعلق الآخر هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . ولا شك أننا ندرك فرقا عرفيا ما بينهما مضافا إلى الفرق اللغوي وهذا يكفي .
المستوي الثاني : الفرق العملي الغالبي بين الوظيفتين .
فوظيفة الجهاد تستلزم الحرب غالبا أو دائما ، ووظيفة الهداية لا تستلزمها ، غالبا أو دائما . وهذا يكفي في الفرق .
ولكن قد يقال : إن وجوب الحرب وعدمه لا يصلح فرقا بين الوظيفتين . لأن الجهاد قد يتم بدون حرب ، كما في الأرض المفتوحة بالصلح ، وبإسلام أهلها عليها أو نحوها ، ومع ذلك فهو جهاد ، يعني أن محاولة السيطرة على تلك البلدة إسلاميا من الجهاد ، بلا شك .
كما أن الأمر بالمعروف قد يستلزم الحرب وذلك في عدة صور :
الصورة الأولى : الضرب الفردي أو الحرب الفردية لو صحّ التعبير .
فيما لو توقّف الأمر بالمعروف على الجرح أو القتل . كما يذكر الفقهاء .
الصورة الثانية : جهاد البغاة ، فإنهم بصفتهم من المسلمين أصلا ، لا يكون قتالهم جهادا بالمعنى الاصطلاحي كما سنعرف . وإنما هو نوع من النهي عن المنكر .

405

نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر    جلد : 2  صفحه : 405
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست