responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر    جلد : 2  صفحه : 361

إسم الكتاب : ما وراء الفقه ( عدد الصفحات : 420)


تطبيقها . وهذا ما يختلف بين الأفراد ، كما يختلف بين الأماكن والأزمان كما يختلف من حيث مستويات التفكير والثقافة الدينية وغير الدينية . والمهم عند اللَّه عزّ وجلّ هو الإخلاص له وطلب رضاه ونيل حسن العاقبة عنده .
وتبقى الطقوس الباقية ، مهما كانت مهمة وصحيحة ، كالقشور بالنسبة إلى ذلك اللب . ومن هنا ورد : إن اللَّه ينظر إلى قلوبكم ولا ينظر إلى صوركم .
الجهة الرابعة : بالرغم من أن هذه الآية الكريمة التي نتحدث عنها ، دلَّت - كما فهمنا - على وجود الرهبة في قلوب بعض الناس مع حياة النبي المسيح سلام اللَّه عليه أو بعده . ولم تكن قبل ذلك . وهذا ما فهمناه من قوله * ( ابْتَدَعُوها ) * يعني فعلوها على غير مثال سابق كما قلنا .
إلَّا أنه قد يقال : إن آية أخرى في القرآن الكريم تدل على وجودهم في تاريخ أسبق من ذلك .
فقد ورد لفظ الرهبان - وهم الذين يتخذون مسلك الرهبانية - في القرآن الكريم ثلاث مرات ، في ثلاث آيات كريمات :
الآية الأولى : قوله سبحانه وتعالى * ( لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَداوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا . وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قالُوا إِنَّا نَصارى . ذلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْباناً وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ ) * [ المائدة : 82 ] .
الآية الثانية : قوله تعالى * ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيراً مِنَ الأَحْبارِ وَالرُّهْبانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوالَ النَّاسِ بِالْباطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ ا للهِ ) * [ التوبة : 34 ] .
الآية الثالثة * ( اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ ا للهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ . وَما أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلهاً واحِداً لا إِله َ إِلَّا هُوَ سُبْحانَه ُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ) * [ التوبة : 31 ] .
والآية الأولى واضحة في أنها تتحدث عن القسيسين والرهبان الموجودين في عصر الإسلام . إلَّا أن الآيتين الأخريين غير واضحتين في

361

نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر    جلد : 2  صفحه : 361
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست