responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر    جلد : 2  صفحه : 359


إلَّا أنهم لم يعملوا بالتقية نتيجة لأوامر سابقه موجودة لديهم ، كما هي موجودة لدينا من أئمتنا . وإنما لفكرة لطيفة صحيحة انتبهوا إليها . وهي الحرص على الحق والمحافظة على أهله ، بحيث يجب أن لا تخلو الساحة منهم ولو في مستقبل الزمان . فلو قتل هؤلاء جميعا لما بقي من أهل الحق أحد ، ولما عرف الدين على الإطلاق . ومن هنا كان الواجب يملي عليهم المحافظة على أنفسهم بصفتهم البقية الباقية من أهل الإيمان .
وكان مقتضى أوضاعهم أن يتفرقوا في البراري والشعاب والغيران ( جمع غار ) حتى لا يهتدي الظالمون إليهم . لأنهم إن بقوا في المدن طاردوهم وأفنوهم .
إذن ، فكل ذلك جاء نتيجة للحاجة الإيمانية الملحة ولم يكن أمرا اعتباطيا . كل ما في الأمر أن الزمن طال بين المسيح عليه السلام وبين نبيّنا صلَّى اللَّه عليه وآله نسبيا الأمر الذي أوجب تولد جيل أو عدة أجيال من المؤمنين ممّن اعتادوا على هذه الرهبنة كبحيرا الراهب وغيره .
وإنما نسمّي الواحد منهم ( راهبا ) ونجمعهم على رهبان بهذا المعنى لا بصفتهم رجال دين مسيطرين على شريحة من المجتمع . فإن من هؤلاء من يكون منحرفا وفاسقا كما أشارت الآية الكريمة * ( وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ ) * [ الحديد : 26 ] .
وقد كان لهم وجود ظاهر عند بعثة النبي صلَّى اللَّه عليه وآله الأمر الذي أشير إليه في القرآن الكريم * ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيراً مِنَ الأَحْبارِ وَالرُّهْبانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوالَ النَّاسِ بِالْباطِلِ . ) * [ التوبة : 34 ] الآية . وهؤلاء قد مسخوا معنى الرهبانية من الرهبة والخوف من اللَّه عزّ وجلّ إلى الظلم والتطاول على المجتمع والشريعة الإلهية . الأمر الذي يجعل معنى ( الراهب ) مجرد اصطلاح لبعض رجال الدين أو قل لطبقة من طبقاتهم كما عليه رجال الكنيسة واليهود .
الأمر الثاني : حول دلالة الرواية على الرهبانية في الإسلام ، حيث تقول : ثم قال : يا ابن أم عبد أتدري ما رهبانية أمتي ؟ قلت : اللَّه ورسوله

359

نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر    جلد : 2  صفحه : 359
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست