نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 354
من التشريعات الأخرى التي قد يكون لها مصالح أخرى مضافا إلى الرضوان . الأمر الحادي عشر : أنه بالرغم من إعطاء الرهبانية لهؤلاء المؤمنين ، وأمرهم باتباعها إلَّا أنهم * ( فَما رَعَوْها حَقَّ رِعايَتِها ) * . والمقصود أن أغلبهم ما رعاها حق رعايتها . أو أن المقصود أن الجميع قصّروا تجاه ذلك كل منهم بحسب مستواه الإيماني . ولا بدّ للفرد على أي حال أن يشعر بالتقصير أمام اللَّه سبحانه . إلَّا أنه سبحانه حين يقول * ( وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ ) * . يعطي إشعارا واضحا أن هؤلاء الفاسقين هم الذين ما رعوها حق رعايتها . وقد أوجب ذلك لهم الفسق والخروج عن خط الطاعة . وقوله سبحانه * ( فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ ) * . يعني الذين رعوها . فهذا هو الكلام في الجهة الأولى في فهم الآية الكريمة . وقد اتضح أنه لا يوجد أية بدعة محرمة في الرهبانية . وإنما هي من مفاخر هؤلاء المؤمنين الذين آتاهم اللَّه أجرهم عليها ، وعاقب من فسق فيها وانحرف عنها . الجهة الثانية : أن الآية الكريمة واضحة في أن الرهبانية هي تكليف ذلك الجيل الموجود قبل الإسلام . فهل هي شاملة للأجيال الموجودة بعد الإسلام . بحيث لو قام بها الفرد قام بأمر مشروع أو مستحب أو واجب . أو أنه أصبح مقصرا تماما تجاه الإسلام وأهله . ونحن حين نتكلم في ذلك لا بدّ أن نستقي جوابه من قواعد الشريعة التي دلَّت عليها أدلتها من الكتاب الكريم والسنّة الشريفة . ولا بدّ أولا أن نأخذ عدة أمور بنظر الاعتبار هي بلا شك صحيحة شرعا ، وهي تلقي ضوءا كافيا على صحة هذا المسلك ومشروعيته ، لكن مع بعض التقييدات التي سوف نشير إليها في حينه . الأمر الأول : أننا عرفنا أن الرهبانية معنى قريب من الرهبة . والرهبة
354
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 354