responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر    جلد : 2  صفحه : 353


إلى اللَّه عزّ وجلّ . * ( وَجَعَلْنا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوه ُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبانِيَّةً ) * .
وهي منسوبة إلى أصحابها بقوله * ( ابْتَدَعُوها ) * . ومثاله من بعض الوجوه * ( وَآتاهُمْ تَقْواهُمْ ) * [ محمد : 17 ] . كما هو واضح لمن يتأمل .
ولا يتعين أن يكون هذا الابتداع من البدعة في الدين . بل الآية نص برضاء اللَّه عزّ وجلّ عن هذه الرهبانية وإقراره لها وتشريعه لوجوبها . فكيف تكون بدعة في الدين . كما سمعنا من بعض أساتذتنا حيث يريد أن يفهم ذلك من الآية الكريمة .
بل المتعين الذي لا مناص منه أن نفهم الابتداع ، بمعنى الحصول على هذه العاطفة ، حيث لم تكن سابقا في البشرية ، وهذا لا يعني أنهم ابتدعوها قبل تشريع اللَّه تعالى لهم بها وتنبيهه لهم عليها عن طريق أنبيائهم عليهم السلام .
مضافا إلى أن الرهبانية لو كانت بدعة محرمة ، لأوجبت عليهم العقاب وليس رضوان اللَّه سبحانه . بل دلَّت الآية أن تركها والإعراض عنها موجب للعقاب . * ( فَما رَعَوْها حَقَّ رِعايَتِها ، فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ ) * [ الحديد : 27 ] . والفاسقون هنا هم التاركون للرهبانية بحسب سياق الآية .
الأمر العاشر : أنه مهما كانت للأوامر والنواهي الشرعية من مصالح دنيوية وأخروية ، فإن الهدف الرئيسي لها هو الحصول على رضوان اللَّه سبحانه * ( وَرِضْوانٌ مِنَ ا للهِ أَكْبَرُ ) * [ التوبة : 72 ] .
فكذلك الرهبانية المعطاة لهؤلاء إنما أوجبها اللَّه سبحانه عليهم لأجل أن يتبعوا رضوان اللَّه عزّ وجلّ .
وظاهر سياق الآية ، المحتوي على الاستثناء بعد النفي . * ( ما كَتَبْناها عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغاءَ رِضْوانِ ا للهِ ) * ظاهرها أنه ليس هناك من مصلحة غير رضوان اللَّه عزّ وجلّ دون أي مصلحة دنيوية أو أخروية أخرى . بخلاف كثير

353

نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر    جلد : 2  صفحه : 353
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست