responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر    جلد : 2  صفحه : 350


وكبعض الشخصيات المهمة في المجتمع ، كما لو كان الفرد عالما أو حاكما أو حكيما . ولذا ورد أنه لا ينبغي للفرد أن يهاب غير اللَّه عزّ وجلّ أو يرهبه * ( فَلا تَخافُوهُمْ وَخافُونِ ) * [ آل عمران : 175 ] . وقال سبحانه * ( مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّه ِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً ) * [ النساء : 139 ] .
ولذا إذا اتصلت هذه العاطفة باللَّه سبحانه كانت حقا لا ريب فيه .
لأنه جلّ جلاله أهل لأن نرهب منه وأن نخافه وأن نستعظمه . لأنه أهل للعظمة والجلال .
الأمر السادس : تدل الآية الكريمة التي نتحدث عنها : على أن الرهبة أو الرهبانية لم تكن موجودة في ما قبل هذا الجيل من أتباع المسيح عليه السلام .
والسر الذي نعرفه في ذلك هو أن العطاء الإلهي يناسب دائما مستوي الفرد الثقافي والإيماني والعقلي فلم يكن مستوي المؤمنين قبل ذلك يناسب مثل هذا العطاء الكبير . على حين كان هذا الجيل هو أول جيل مستحق لهذا العطاء في البشرية .
ولا يخفى أن اتباعه للمسيح عليه السلام له دخل كبير في هذا العطاء لما اشتهر بالتواتر عن هذا النبي الكريم من الزهد بالشهوات والبعد عن الدنيا والأمر بانتظار الموت والعمل للآخرة . فعندما يرون نبيّهم على هذا المنوال وهم الذين اتبعوه بحق ، يكونون أولى الناس بهذا الشعور وبهذا المسلك .
الأمر السابع : تدل الآية الكريمة أن الرهبانية مكتوبة على هؤلاء .
والكتابة هنا : إما أن يراد بها الكتابة التكوينية الخلقية . وإما أن يراد بها الكتابة التشريعية .
فالكتابة التكوينية هنا أكثر من إيداع هذه الرهبة في قلوبهم . فكأنه قال : ما فعلنا ذلك إلَّا ابتغاء مرضاة اللَّه . يعني لكي يبتغوا مرضاة اللَّه عزّ وجلّ .
والكتابة التشريعية تعني الطلب منهم وجوبا أو استحبابا أن يمشوا في

350

نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر    جلد : 2  صفحه : 350
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست