نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 334
أقول : بالرغم أن المعتقد تقليديا أنه ليس للمتأخر أن يناقض المتقدمين فيما هو توقيفي من اللغة . إلَّا أنه بعد غض النظر عن ذلك يمكننا أن نقول : إننا ينبغي أن نأخذ عدة حقائق بنظر الاعتبار : أولا : أن لبيك لا تستعمل إلَّا مع الإجابة الموافقة أي التي تكون مع الحب والتعاطف النسبي وليس مع البغض . فلو ناداك عدوك لم تقل له لبيك . ثانيا : أن لبيك مهما كان تفسيرها ليس لها إلَّا وظيفة واحدة في اللغة . وهي إجابة المنادي . ولم يدع لها أحد غير ذلك . ثالثا : أن المنزلة أو المرتبة الاجتماعية ، وغيرها ، لم تؤخذ في هذه الإجابة . فهي مطلقة لكل مجيب . ولذا ورد في الحديث القدسي عن اللَّه عزّ وجلّ : لبيك عبدي أنت في كنفي وكل ما قلت قد سمعناه ومعه فهذا مهما كان منشؤه ، أصبح اصطلاحا للإجابة عند النداء . بمنزلة اسم الفعل : أجبتك . ولا اعتقد أن للتثنية أثرا يذكر . إذ لو كان مثنى لصحّ استعماله مفردا أيضا ، مع أنه ممنوع لغة وغير وارد إطلاقا . ولو كان مثنى ، فمعناه أن أصل الكلمة هكذا ، وأما الآن فقد أصبحت اصطلاحا لمجرد معنى الإجابة . وبتعبير آخر ، إنهم فسّروا هذا التشبيه للاهتمام بالداعي أو المنادي . إجابة لك بعد إجابة أو إطاعة لك بعد إطاعة . فما ذا يقول المجيب إذا لم يكن يقصد هذا الاهتمام . هل يذكر المفرد : لبك . أو يقول كلمة أخرى : كل ذلك لا يكون . وهذا معناه أنها الكلمة الوحيدة للجواب . فإذا قال أحدهم لآخر : يا فلان . فليس من حقّه أن يقول : نعم ولا بلى ولا ها ولا غيرها . لأن لكل واحدة معناها غير المربوط بالمقام . فنعم إجابة الاستفهام الإثباتي . وبلى جواب للاستفهام المنفي . فإن أردت الإثبات قلت بلى وإن أردت النفي قلت : لا . كقوله تعالى * ( أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ) *
334
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 334