نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 335
* ( قالُوا بَلى ) * . لأنهم أرادوا الإثبات . وأما ها فهي حرف تنبيه وليست حرف واجب . وأما الجواب بجملة أو بشبه جملة كقوله : جئتك أو غيرها . فمعناه ترك لفظ الجواب المخصّص وابتداؤه رأسا بالكلام . وبتعبير آخر : إنه ذكر الجواب بدون الإجابة . ومعه فلبيك في الحج معناه في عالم المعنى : أن اللَّه تعالى نادى عبده . فقال : يا عبدي أو يا فلان . فيقول العبد لبيك اللهم لبيك . ونداء اللَّه هذا مأخوذ من معنى الآية الكريمة * ( وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ ) * [ الحج : 27 ] . أو * ( وَلِلَّه ِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ ) * [ آل عمران : 97 ] . فإن معناه يا عبادي حجّوا . وليس حجّوا وحدها . وكذلك فإن العبد ينادي ربّه بأحد الأسماء الحسنى كقوله : يا اللَّه ويا رحمن ويا رحيم وغيرها . وهي دعوة أو دعاء له في عالم المعنى . فيكون الجواب منه جلّ جلاله : لبيك عبدي أنت في كنفي . ولا معنى كما عرفنا أن يقول : نعم أو بلى أو ها أو غيرها . بقي الإلماع إلى الحقيقة الأولى ، يعني التساؤل مع نداء العدو لك . فما ذا تقول مع أنه لا يوجد هناك عبارة أخرى للجواب . وهذا التساؤل له عدة أجوبة : أولا : أنه ليس المفروض إجابة العدو ، فإن مفهوم الإجابة بنفسها هو الإقبال والموافقة وهما ممنوعان عن العدو . بل تصرف عنه وجهك لا محالة . ثانيا : أن تلك الحقيقة ، وإن كانت غالبة . إلَّا أنه يمكن التنازل عنها أحيانا ، وليست ضرورية الثبوت طبعا . فتجيب عدوك : لبيك . مجازا أو حقيقة . ثالثا : أن لإجابة العدو كلمة أخرى نحو : تعسيك . من التعس . أو غيرها . قياسا على لبيك يعني بصيغتها . كما أن أجابه اللَّه سبحانه لعبده بلبيك ، تمنع لا محالة من بعض
335
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 335