نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 301
إسم الكتاب : ما وراء الفقه ( عدد الصفحات : 420)
قال في العروة [1] : إنما يعتبر الاستطاعة من مكانه لا من بلده . فالعراقي إذا استطاع وهو في الشام وجب عليه . وإن لم يكن عنده بقدر الاستطاعة في العراق . أقول : هذا لعدم الفرق بين البلدان والأمكنة ، وإطلاق الأدلة بالنسبة إليها . ولكن يمكن أن يناقش بأحد أمرين : الأمر الأول : الانصراف الناشئ من غالبية الاستطاعة في البلد ، وبدء الحج منه . فيكون للأدلة ظهور بخصوصه . وهذه الغالبية ، وإن كانت صحيحة ، إلَّا أن وجود الانصراف بقرينة خارجية من هذا القبيل ، لا تكاد تصحّ ، إلَّا إذا حصلت ظهورا فعليا قابلا لتقييد الإطلاق بنحو القرينة المتصلة . فهل يكفي ذلك هنا . يكفي الشك فيه لنفي حجيّته . ولا أقل من الاحتياط في مطلق الاستطاعة ، ولعله متعلق الإجماع . الأمر الثاني : أن يقاس أمر الحي بالميت . وحيث إن الميت ورد وجوب الحج من بلده . فكذلك الحي . لا من باب القياس الباطل . بل باعتبار الاستشعار بأن مطلق أنواع الحج إنما تكون من البلد . فعن أحمد بن محمد [2] عن عدة من أصحابنا قالوا : قلنا لأبي الحسن يعني علي بن محمد عليه السّلام : إن رجلا مات في الطريق وأوصى بحجة وما بقي فهو لك . فاختلف أصحابنا فقال بعضهم : يحجّ عنه من الوقت فهو أوفر للشيء أن يبقى عليه . وقال بعضهم من حيث مات . فقال : يحجّ عنه من حيث مات . وفي ذلك عدة مناقشات : الأول : أن هذه الرواية لا تأمر بالحج من البلد بل من حيث مات .
[1] معتمد العروة الوثقى : ج 1 ص 91 . [2] الوسائل ج 8 : كتاب الحج : أبواب وجوب الحج وشرائطه : باب 2 حديث 9 .
301
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 301