نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 279
بالمشعر ، وهما قمة أداء هذه العبادة : الحج . فيكون عيد الأضحى منذ طلوع شمسه واقعا عند الانتهاء منها . الهدي يمثل الهدي ، وهو التقرّب إلى اللَّه عزّ وجلّ بالذبح والنحر ، عدة معاني سامية يكفي كل منها أن يكون سببا لتشريع هذه العبادة الجليلة فضلا عن مجموع المعاني . أولا : هو نوع من التضحية المالية في سبيل اللَّه عزّ وجلّ . شأنه في ذلك ، شأن الزكاة والخمس ، بل والحج نفسه بما يكلف الحاج من أموال . ثانيا : هو نوع من التضحية بالدم الذي يعطي رمزية عن التضحية في سبيل اللَّه بالنفس والنفيس . فإنه ليس لدماء الأنعام أهمية تذكر لولا نتائجها والأفكار الدالَّة عليها . قال تعالى * ( لَنْ يَنالَ ا للهَ لُحُومُها وَلا دِماؤُها وَلكِنْ يَنالُه ُ التَّقْوى مِنْكُمْ ) * [ الحج : 37 ] . ثالثا : هو من التضحية بالدم كرمز عن التضحية بالشهوات والمطامع والمطامح الدنيوية والدنيئة في سبيل اللَّه سبحانه . فإن المهم الحقيقي هو أن يذبح الفرد نفسه الأمّارة بالسوء تجاه قدس اللَّه عزّ وجلّ وعظمته . تلك النفس التي تكون سببا لكل عصيان وطغيان ، ويكون القضاء عليها سببا لكل خير وكمال . رابعا : فيه أسوة للطريقة التي كانت معروفة قبل الإسلام من التضحية للَّه عزّ وجلّ بالأنعام . ومن أشهرها القربان الذي قرّبه ابنا آدم أبو البشر عليه السّلام * ( فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِما وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ ) * [ المائدة : 27 ] . وتدل الآية الأخرى على أن هذه العادة استمرت ردحا طويلا من الزمن . وهو قول اليهود لنبيّ الإسلام صلَّى اللَّه عليه وآله الذي حكاه القرآن الكريم * ( إِنَّ ا للهَ عَهِدَ إِلَيْنا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنا بِقُرْبانٍ تَأْكُلُه ُ النَّارُ . قُلْ قَدْ جاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّناتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ ) * [ آل
279
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 279