نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 278
الأيام باعتبارها إلى ثلاثة أقسام : القسم الأول : الأيام التي تكتسب أهميتها باعتبار أن حادثة مهمة قد وقعت فيها . كولادة النبي صلَّى اللَّه عليه وآله وولادة أمير المؤمنين عليه السّلام ووقعة بدر ويوم المعراج ويوم الغدير ونحو ذلك . فهذه هي أيام المناسبات التي تعطى للمسلمين بتجدد الذكرى كل عام ما يمكن أن تعطيه من إلهام مقدس لكل فرد مسلم بمقدار حاله ومستواه . القسم الثاني : الأيام التي تكتسب أهميتها باعتبار كونها وقتا لأداء عبادة كبيرة في نظر الشريعة . وهنّ أهم أمثلة ذلك : ليلة القدرة في شهر رمضان ، بل أيام الشهر كله . وكذلك يوم عرفة في الحج . فإنها واقعة في بحران العبادة وقمة اندفاع المكلف في التوجّه إلى ربّه والتوسّل إليه . القسم الثالث : الأيام التي تكتسب أهميتها باعتبار كونها أول يوم تقريبا لفراغ المكلف من عبادة مهمة في الإسلام . فإنه من الوجداني المحسوس أن أداء أي واجب أو مطلوب يقوم به الإنسان يعطي راحة محببة واطمئنانا للضمير وشكرا للَّه على حسن التوفيق . وكلما كبرت العبادة وازدادت أهميتها ، ازدادت أهمية الفراغ منها . حتى يمكن أن يصل هذا الشعور إلى حد يستحق أن يكون عيدا إسلاميا ينص عليه في الشريعة ويحتفل به المسلمون على طول العصور . وأهم مثال لذلك : عيد الفطر الذي يأتي بعد الانتهاء من فريضة الصوم خلال شهر كامل . وعيد الأضحى يأتي بعد الانتهاء من الأجزاء الأساسية من الحج ، وهما الموقفان : في عرفة والمشعر الحرام . وبالتالي كأن الحاج قد انتهى من حجّه بشكل وآخر . وليس من الصدف أن يقع عيد الفطر بعد ليلة القدر ، وأن يقع عيد الأضحى بعد يوم عرفة ، بعد أن عرفنا كيف أن ليلة القدر واقعة في قمة أداء العبادة وعيد الفطر واقع في الانتهاء منها . كما أن يوم عرفة واقع في موقف من أهم مواقف الحج ، يليه فجر اليوم العاشر الذي هو وقت الوقوف
278
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 278