نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 280
عمران : 183 ] . فالآية الشريفة تدل على تحقّق ذلك في العصور المتأخرة عن آدم عليه السّلام . خامسا : لا شك أننا إذا أردنا احترام شخص عظيم اجتماعيا نحرنا له الذبائح احتراما له أو فرحا بقدومه أو شكرا له على بعض المراحم أو لغير ذلك من المقاصد . وإذا تمّ ذلك اتجاه العظماء ، كان ذلك أولى بالصحة والصدق تجاه خالق العظماء وعظيم العظماء . سادسا : أن في هذا الذبح مساعدة للفقراء الذين يغلب عليهم صعوبة الحصول على اللحم خلال دهر طويل . وقد وردت هذه الفكرة في هذا الخبر . وهو ما عن محمد بن مسلم السكوني [1] عن جعفر بن محمد عن آبائه قال : قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله : إنما جعل اللَّه هذا الأضحى ، لتنتفع مساكينكم من اللحم فأطعموهم . وقد عبّر خبر آخر عن فكرة أخرى وهو ما عن أبي بصير [2] عن أبي عبد اللَّه عليه السّلام . قال : قلت له : ما علة الأضحية ؟ فقال : إن اللَّه يغفر لصاحبها عند أول قطرة تقطر من دمها إلى الأرض . وليعلم اللَّه تعالى من يتقيه بالغيب . قال اللَّه تعالى * ( لَنْ يَنالَ ا للهَ لُحُومُها وَلا دِماؤُها وَلكِنْ يَنالُه ُ التَّقْوى مِنْكُمْ ) * [ الحج : 37 ] . ثم قال : انظر كيف قبل اللَّه قربان هابيل وردّ قربان قابيل . سابعا : أن في هذه الأضحية دفعا للبلاء ، بحسب ما يرى الفرد أنه متورط به . وأحسن دليل على ذلك ، كيف أنه اندفع الذبح عن إسماعيل عليه السّلام وعبد اللَّه والد النبي صلَّى اللَّه عليه وآله بالفداء . فإسماعيل فداه اللَّه