نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 269
آخر قال : لأن اللَّه تعالى لما أخذ مواثيق العباد أمر الحجر فالتقمها فهو يشهد لمن وافاه بالموافاة . وعن محمد بن سنان [1] أن أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه السّلام كتب إليه فيما كتب من جواب مسائله : علة استلام الحجر : إن اللَّه تبارك وتعالى لما أخذ مواثيق بني آدم التقمه الحجر فمن ثم كلَّف الناس بمعاهدة ذلك الميثاق . ومن ثم يقال عند الحجر : أمانتي أدّيتها وميثاقي تعاهدته لتشهد لي بالموافاة . ومنه قول سلمان رضي اللَّه عنه ، ليجيئن الحجر يوم القيامة مثل جبل أبي قبيس له لسان وشفتان يشهد لمن وافاه بالموافاة . وعن بكير بن أعين [2] قال سألت أبا عبد اللَّه عليه السّلام يقول فيه : وأما القبلة والالتماس فلعلة العهد تجديدا لذلك العهد والميثاق وتجديدا للبيعة . وليؤدّوا إليه في ذلك العهد الذي أخذ عليهم في الميثاق فيأتونه في كل سنة وليؤدّوا إليه ذلك العهد . ألا ترى أنك تقول : أمانتي أدّيتها وميثاقي تعاهدته لتشهد لي بالموافاة . ويقول بعد قليل : وهو الحجة البالغة من اللَّه عليهم يوم القيامة يجيء وله لسان ناطق وعينان في صورته الأولى يعرفه الخلق ولا ينكرونه يشهد لمن وافاه وجدّد العهد والميثاق عنده يحفظ الميثاق والعهد وأداء الأمانة . ويشهد على كل من أنكر وجحد ونسي الميثاق بالكفر والإنكار . وهذه الروايات ناطقة بمضامينها . كل ما في الأمر أننا نحتاج إلى الإشارة إلى ثلاثة أمور باختصار : الأمر الأول : أن الميثاق المشار إليه هو المذكور في الآية الكريمة : * ( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى ) * [ الأعراف : 172 ] .
[1] المصدر : ص 424 . [2] المصدر : ص 429 وما بعدها .
269
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 269