نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 268
هو ما ينبغي أن يحدث بين اللَّه وبين عباده . إلَّا أن هذه المبايعة لن تكون شكلية ولن تقتصر على المرة ، بل ينبغي الاستلام في كل شوط من أشواط الطواف . وينبغي البقاء على المبايعة والولاء والإخلاص مدى الحياة . ولئن كانت بيعة الشجرة بيعة للَّه تعالى * ( إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ ا للهَ ، يَدُ ا للهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ) * [ الفتح : 10 ] . فإنها بوجودها العام غير خاص بأولئك النفر ، وإنما هي فرصة مفتوحة لكل مسلم بأن يجدّد بيعته وولاءه لربّه في كل شوط وفي كل طواف وفي كل عام . المعنى الرابع : ما ورد بمضمون : أن الحجر الأسود يشهد لإعمال الخلائق يوم القيامة . وقد سمعنا بعض النصوص في ذلك ، ولعلنا نسمع المزيد منه بعد قليل . والمقصود أنه يشهد لمن استلمه أنه قد استلمه . لينال المسلم المستلم النتائج العالية الصحيحة لهذا الاستلام إن كان من أهل الإيمان والإخلاص . وليست هذه الشهادة ببدع جديد ، بعد أن نطق التنزيل الحكيم بشهادة أيدي المجرمين وأرجلهم يوم القيامة وجلودهم أيضا ، بما عملوا من أعمال وما قاموا به من إجرام . فكذلك الحجر يعتبر فرصة ثمينة للحاج بأن يشهد له يوم القيامة بأنه زار البيت وأدّى الحج واستلم الحجر . المعنى الخامس : ما ورد بمضمون أن اللَّه تعالى ألقم الحجر الميثاق الذي أخذه على عباده قبل خلقهم في دار الدنيا . ومن هنا كان استلامه تأكيدا للالتزام بهذا الميثاق . وقد وردت في ذلك أخبار عديدة تبلغ حد الاستفاضة . منها : ما عن عبيد اللَّه بن علي الحلبي [1] عن أبي عبد اللَّه عليه السّلام قال : سألته لم يستلم الحجر ؟ قال : لأن مواثيق الخلائق فيه . وفي حديث