responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر    جلد : 2  صفحه : 270


الأمر الثاني : أن اللَّه تعالى ألقم الحجر هذا الميثاق . أي اختاره اللَّه عزّ وجلّ للحكمة التي يعلمها لكي يودع في ذاته هذا الميثاق . كما أن الصفات مودعة لدى الأفراد كالشجاعة والعبقرية والمكر وغير ذلك . كل ما في الأمر أن ظاهر الحال أن هذا الحجر جماد لا يعقل . وقد سمعنا من بعض الروايات كونه بالأصل من الملائكة . وعلى أي حال فهذا الإيداع يكون كما يعلمه اللَّه سبحانه وتعالى ، مهما كانت صفة الحجر وحقيقته .
الأمر الثالث : أنه يأتي يوم القيامة وله عينان ولسان يشهد على من وافاه بالموافاة . يعني يشهد لمن جاءه أنه قد جاءه . أو يشهد على من جاءه أنه وفي بالعهد والميثاق .
ولئن كانت الأعضاء الإنسانية تشهد لأصحابها بدون عين ولسان ، فالحجر يمكن فيه ذلك سواء حصل فيه عينان ولسان أو لم يحصل . وإذا كان ملكا كان حصول ذلك له أو مجيئه يوم القيامة على شكل إنسان أمر معقول لا لبس فيه .
النقطة الثانية : إيجاد صلاة الطواف في مقام إبراهيم ، أو إلى جواره :
وهي تحتوي على عدد من المعاني المهمة :
أولا : أن اللَّه عزّ وجلّ لم يرد أن يخلو الحج ، وهو أكبر عبادات الإسلام ، من الصلاة ، وهي عمود الدين وعلامة إسلام المسلمين ، وأن الحج ليزداد شرفا وعمقا بانضمام الصلاة إليه ، بحيث تكون داخلة في تركيبه وتعتبر من بعض أجزائه .
ثانيا : وهو ممّا يترتّب على المعنى الأول وهو أن بطلان هذه الصلاة يؤدي إلى بطلان الحج نفسه ، لنقص جزء منه كمن تعمد إنقاصها ، ولم يكن قد تعلم صورة الصلاة ، أو كان متلزما بتركها ، والعياذ باللَّه .
ثالثا : ورد : أن الصلاة عمود الدين إن قبلت قبل ما سواها وإن ردّت ردّ ما سواها . فيكون الحج نفسه مرتبطا بهذا المعنى نفسه ، لأنه يكون مرتبطا بقبول جزئه وهو الصلاة . فإن قبلت الصلاة قبل الحج ، وقبل ما سواه

270

نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر    جلد : 2  صفحه : 270
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست