نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 240
ما عن معاوية بن عمار [1] عن أبي عبد اللَّه عليه السّلام : قال : أول من رمى الجمار آدم عليه السّلام وقال : أتى جبرئيل عليه السّلام إبراهيم فقال : ارم يا إبراهيم . فرمى حجرة العقبة وذلك أن الشيطان تمثل له عندها . وعن علي بن جعفر [2] عن أخيه موسى بن جعفر عليه السّلام : قال : سألته عن رمي الجمار لم جعل . قال : لأن إبليس كان يتراءى لإبراهيم عليه السّلام في موضع الجمار في حجة إبراهيم فجرت السنّة بذلك . مناقشة : قلنا في كتابنا ( فلسفة الحج ) . وقالوا : إن رمي الجمرات استمرار إسلامي لرجم قبر ( أبي رغال ) الذي دلّ أبرهة الأشرم - الذي كان قاصدا هدم الكعبة - على مكة . وإن باء ذلك التخطيط بالفشل . إلَّا أن العرب رجمت قبر أبي رغال وأقرّ الإسلام ذلك الرجم فأصبح بشكله الجديد رميا للجمرات . إلَّا أن هذا الرأي لا يكاد يصحّ لعدة اعتراضات ترد عليه : أولا : أن التواريخ ذكرت أن العرب رجمت قبر أبي رغال وقد بعثته ثقيف ليدل أبرهة الأشرم على الطريق حتى أنزله بالمغمس . فلما نزله مات أبو رغال فرجمت العرب قبره . فهو القبر الذي يرجم . والعرب تتمثل بذلك . وفي ذلك يقول جرير عن الفرزدق : إذا مات الفرزدق فارجموه كما ترمون قبر أبي رغال وليس لهذه القصة أي ارتباط برمي الجمرات ولم يذكر المؤرخون ذلك . مضافا إلى أن أبا رغال مات في المغمّس بين الطائف ومكة . لا في منى حتى يقال : إن الرمي فيها استمرار لذلك الرمي . ثانيا : لو سلمنا - جدلا - أنه دفن في منى وأنه رجم فيها فليس له إلَّا